يوميات معلمة روضة - الحلقة الأولى

Blog Image
  • Author

    حنان شبيطة

    معلمة روضة - منتيسوري
  • Date

    25 April 2019

 

كانت الساعة الخامسة فجراً عندما رن جرس المنبه معلناً  بداية يومٍ جديد، وأي يوم ...! إنه اليوم الأول في العام الدراسي الجديد. كان فنجان القهوة محطةً أساسيةً ومهمةً في مشواري الصباحي، فأنا كمعلمة أحتاج الى النشاط والإيجابية و الطاقة العالية التي يمنحها لي فنجان القهوة في الصباح خاصةً وإن كنت معلمةً للملائكة الصغار .

 

تجهزتُ للذهاب الى عملي ببهجةٍ كبيرةٍ ترافقني في بدايةِ كل عام، فأنا أشعر كل سنة بحماسٍ شديد مختلطٍ بالخوف و الحذر لأنني سوف ألتقي عائلتي الجديدة التي سترافقني طوال العام. انتهيتُ من الاستعداد، وقبل مغادرة ِالمنزل نظرتُ الى نفسي بالمرآة بشكل خاطف لأتأكد بأنني قد رسمتُ ابتسامةً مشرقةً على وجهي، وأني قد ملأتُ قلبي بطاقةِ الحبِّ ووضعتُ قبعةَ الصّبر المغلفةِ بالعاطفة على رأسي، و بعد أن تأكدت من مظهري انطلقت بطاقةٍ ايجابيةٍ كبيرة الى عملي.

 

وصلتُ الى المدرسة وكان قسم الروضة يعجُّ بحركةٍ منظمة، فالجميع ينهي استعداداته الأخيرة لإستقبال أطفال الروضة الجدد، كانت البالونات الملونةِ تملأُ المكان، و عبارات الترحيب قد وزّعت على الجدران للترحيب بالأطفال و أهاليهم الكرام ، فهذا هو اليوم الأول..اليوم الأهم..اليوم الأجمل..واليوم الأصعب على المعلمة و الطفل و على الأم و الأب. كانت المهمة الأصعب و التحدي الأكبر هو القيام بدور الأم لكل الأطفال الجدد!  نعم الأم, فمعلمة الروضة هي الأم الثانية لكل الأطفال، كيف لا وهي التي ستحتضنهم و تشعرهم بالأمان طوال اليوم الدراسي.

 

بدأت لحظة الحقيقة بالاقتراب وكنت قد أنهيت جميع الاستعدادت داخل غرفتي الصفية لإستقبال الأطفال. بدأ الأطفال بالدخول كلٌّ مع أبويه و بدأت باستقبالهم بابتسامة عريضة و عناق سريع و كلمات عذبة جميلة. جلس كل الأطفال على مقاعدهم المخصّصة، ووقف الأهالي جانباً حاملين هواتفهم المحمولة لإلتقاط الذكريات لأطفالهم.

 

عرّفتُ الأطفال و الأهالي على نفسي و طلبت منهم البدءَ بالإنسحاب من غرفتي الصفيّة بهدوء و كليّ انتباه و ترقب لعيون الأطفال. بدأ أول الأهالي بالإنسحاب، و حدث ما كنت أخشاه ...........يتبع