الأمهات العاملات والعودة للمدارس في عصر كورونا

Blog Image
  • Author

    سحر الخطيب

    مدربة حياة معتمدة دولياً من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    02 September 2020

 

كل عام تنتظر الأمهات بداية العام الدراسي بفارغ الصبر لينتظم روتين البيت ويعم الهدوء في أرجاء الأسرة.

أما هذا العام فالأمور مختلفة كثيرا لأن أغلب الدراسة إن لم تكن كلها ستكون عن بعد! يعني توتر وضغوطات كبيرة على الأمهات!

وعند الأمهات العاملات يكون التوتر وإحساسها بالضغوط مضاعفاً بسبب عدم قدرتها على التواجد دائما بجانب أبنائها خاصة الصغار أثناء أوقات الدراسة عن بعد و لعدم قدرة أطفالها الصغار منهم على الاعتماد على أنفسهم.

عزيزتي الأم أعلم وأتفهم الضغوطات الكثيرة التي تشعرين بها و الخبر الجيد هنا هو أن التوتر الذي تشعرين به يجعل دماغك متيقظاً و نشيطا لكثرة استقبال المعلومات و الأخبار و التغييرات في هذه الفترة مما سيساعدك أن تحدثي تغييرات في سبيل الأفضل لك و لأسرتك، أهديك هذه النصائح التي أتمنى أن تفيدك:

 

القبول: وهي المرحلة الأولى و قد تكون الأهم!

 تقبلي أنك أم عاملة و أن الظروف في هذه الفترة ليست كما كنت تتمني و ترغبي. إياك والتفكير بأنك ضحية فهذا لن يفيدك أبدا، و توقفي عن لوم الظروف ومن حولك، أنت أم مسؤولة  و بإمكانك تجاوز هذه المرحلة بنجاح.

 

ضعي شعارا لهذه المرحلة وغيري نظرتك للموضوع.

نصيحتي لك أن تضعي شعارا وهدفا لهذه المرحلة الاستثنائية ماهي علامة النجاح برأيك؟  ما الإنجاز الي لو تحقق ستعتبرين أنك نجحت: أرجوك كوني منطقية في هذه الظروف ولا تقارني نفسك وأولادك بأحد.

 

ترتيب وتنظيم الأولويات:

اختاري مكانا ووقتا هادئا وأحضري ورقة وقلما ونظمي أفكارك:

ماهي أهم التحديات التي تواجهيها لكل من أبنائك: ماهي الحاجة الحقيقية التي يحتاجها كل منهم؟

ماهي المهام التي عليك القيام به: أيها هو الأهم و أيها  ليس مهما و يمكن الغاؤه؟

ماهي قواعدك المناسبة التي تريدين أن تكون في البيت؟ هل هي واضحة ومنطقية؟؟

ماهي القيم التي تريدين زرعها في أبنائك وتعزيزها هذه الفترة؟

 

 التفويض و ما أدراك ما التفويض و هي من أقوى أدوات تنظيم الوقت و أنت كأم عاملة أكثر الناس التي تحتاج أن تفوض المسؤوليات: طبعا على حسب عمر أبنائك و على حسب المهمة: مثلا ابنك يستطيع بنفسه أن يعرف ما عليه من دروس ، بنتك الكبرى يمكنها مساعده اخوها الصغير  ، لا تقولي ليس لدي وقت للتعليم  بل فكري بالمستقبل وأهمية أن تعلمي  أبناءك المسؤولية

 

تعلمي قول لا: قولي لا لمهمات يطلبها ابنك او ابنتك ستكون مرهقة جداً لك واشرحي له لماذا قلت لا : ربما أنت مرهقة و ربما من الأفضل و الصواب أن يقوم ابنك بنفسه بها.

 

حددي مضيعات الوقت و الجهد

جروبات واتس اب المدرسة! نشاطات مطلوبة من ابنائك ليست إلزامية و تريدين قضاء ساعات عليها : هل هذا فعلا مهم؟

إياك و تعدد المهام في نفس الوقت 

نتفاخر نحن الأمهات بأداء أكثر من مهمة بنفس الوقت ولكننا نتجاهل أن محصلة ذلك هو أخطاء وعدم تركيز وقد نضطر لإعادة ما قمنا به مرة أخرى!

ركزي في عملك أثناء وقت الدوام وقللي قدر استطاعتك اتصالات تخص الأسرة مثل قراءة رسائل من المدرسة أو أبنائك، و اشرحي لأبنائك أن لا يتصلوا بك إلا اذا كان الموضوع مهما جداً، أثناء عملك لا تفكري بمشروع ابنك المدرسي و اثناء تدريس ابنتك ركزي معها و لا تمسكي الموبايل. و اشرحي لمديرك أنه بعد وقت الدوام لا تستطيعين الرد على مكالمات العمل أو على الأقل ألا يتوقعوا أن تردي فوراً.

 

اعتني بنفسك جيداً :

اعطي نفسك حقها  و قللي من مصادر التوتر و ليكن لديك وقتا لنفسك فهذا الوقت سيشحنك بطاقة تجعل أدائك أفضل: الغذاء الصحي و النوم الكافي  و الرياضة  و شرب الماء، الاعتناء بنفسك من خلال تخصيص وقت روحي خاص بك لتصلي الى التوازن, لا توصلي نفسك لمرحلة الاستنزاف.

 

ركزي و كوني موجودة:

ركزي في اللحظة الراهنة ودربي نفسك على ذلك باستخدام تقنيات اليوغا و ال mindfulness

افصلي دماغك تماما عن العمل عندما تدخلين البيت ( تستطيعين ذلك بالتدريب).

عندما تعودين إلى البيت ركزي مع أبنائك واسمعيهم جيداً و انظري في أعينهم عندما تتكلمون.

 

 الوضوح  : مع زملائك ، مديرك ، أبنائك

إياك والرسائل غير الواضحة لأبنائك فهذا لا يفيد.

وأيضا عدم المبالغة و الوعود غير الصحيحة لأبنائك: إن لم تحل الواجب ستعيد المادة ،أو  اتصل بي الأستاذ و أخبرني أنه غاضب منك جدا !!

 

 

عزيزتي الأم: كوني على يقين أنك لست امرأة خارقة و أن المثالية من المستحيلات! فقط قومي بأفضل ما يمكنك في هذه الظروف و تقبلي و سامحي نفسك إن أخطأت و ثقي أنك بالتأكيد أم رائعة و أفضل أم لأبنائك !