التخريب عند الأطفال

Blog Image
  • Author

    ولاء ضراغمة

    أخصائية مشاكل طفولة وتعديل سلوك
  • Date

    12 September 2020

 

الدوافع النفسية لتخريب الألعاب عند الاطفال.

ماذا نعني بكلمة تخريب ؟

ومتى نطلق مصطلح مخرب على الطفل ؟

وما وراء هذا التخريب ؟

 

ذهبت الأم لشراء لعبة جميلة لطفلها، وطوال طريق العودة للمنزل تسرح الأم بخيالها عن كيف سيلعب طفلها باللعبة الجديدة، وكيف ستفيده هذه اللعبة وتزيد من مهاراته وتنمي قدراته، ثم تعطي الأم الطفل اللعبة، وتشرح له كيف تعمل أو تتركه يكتشف طريقة عملها بنفسه تبعا لعمره، وتذهب الأم للاهتمام بأمور المنزل تاركة الطفل يلعب بلعبته الجديدة، وبعدها بفترة تتفاجأ الأم باللعبة مكسورة فتنهار وتثور ولا تدري ماذا تفعل ؟؟

فتطلق الام كلمة طفلي مخرب  فكلمة التخريب تكسير الممتلكات وتدميرها، ويكون التخريب من قبل الأطفال عادةً مزعجاً للآباء، لأنه يؤدي إلى الإتلاف وهو غالبا مكلف.

إلا أننا نود أن نوضح لكِ أن الأطفال قد تنكسر منهم الألعاب بدون قصد، وقد تنكسر بسبب الاستخدام غير السليم، وقد يكسرها الطفل عمدا لاكتشاف كيف تعمل هذه اللعبة وهذه هي طبيعة الطفل الفضولية لاكتشاف كل ما حوله تماما كالعلماء، لذلك يعتبر سلوك التخريب عند الاطفال غالبا غير متعمد. فالطفل يخرب ألعابه ليس لأنه يحب تكسيرهم أو لأنه طفل عدواني، وإنما فقط لأنه يريد أن يعرف ماذا بداخل هذه اللعبة، وكيف تعمل، ولكن لسوء الحظ أن طريقة الطفل للتعلم تؤدي لتدمير اللعبة وهو الأمر الذي لا يدركه الصغير بعد وهذا ما نسميه الاطفال الذين يفعلون ذلك بدون قصد ..

اما الأطفال الذين يفعلون ذلك عن قصد وبمكر؛ إذ يمكن للعداوة أو الملل أن يدفعا الطفل إلى هذا السلوك .

الدوافع وراء هذا التخريب ؟

المزاح: قد يحاول الأطفال عمل سلوكيات لافتة كتكسير الألعاب والرسم على الحائط، ويكون الدافع بذلك ليس التخريب بحد ذاته، وإنما الإثارة وعدم وجود شيء آخر ينشغل به الأطفال والرغبة في الحصول على إعجاب الرفاق والرغبة في الاستقلالية عن الراشدين.

والأطفال ما بين 10 و15 عاما خاصة، عرضة لمثل هذا السلوك، فهم يقومون بعمل أشياء لم يكونوا يحلمون بأنهم يمكن أن يفعلوها كأفراد، وعلى الآباء أن يتحلوا بقليل من الصبر في مثل هذه الحالات وعدم القيام بوصف الطفل بأنه حدث منحرف لمجرد قيامه بالسلوك التخريبي مرة واحدة فقط

الإحباط: الغضب والعدوان هما استجابتان طبيعيتان للإحباط، والأطفال الصغار ميالون بشكل خاص للاستجابة بغضب شديد عندما يغضبون.

المكر: يقوم بعض الأطفال بالتدمير بشكل متعمد، وبدافع العداء، وقد يقومون بتحطيم شيء قيم حتى يغيظوا آباءهم، وهذا الشكل من التخريب هو أكثر الأشكال صعوبة في السيطرة عليه، وغالبا ما يعبر هذا السلوك عن وجود اضطراب انفعالي

 

والغضب المكبوت يمكن أن يؤدي إلى سلوك تخريبي مزمن في البيت أو المدرسة أو المجتمع, ماذا افعل؟

استخدمي كلمة لا

يملك الطفل الاستعداد لقول كلمة ” لا “ طالما أن عمر الطفل يسمح بتعليمه أن هذا النوع من الألعاب لا يجب فكه، وأن فك هذا النوع من الألعاب يؤدي إلى كسرها، وبالطبع هذا أمر غير مسموح به، ونفس الأمر مع أي شيء في المنزل، إذا لم يستجب الطفل واستمر في كسر الألعاب فلابد أن تكوني مستعدة عزيزتي الأم لقول كلمة “لا “، ولا تضعفي حتى إذا دخل الطفل في نوبة غضب، كي يتعلم طفلك أنه حين تقولي لا فذلك يعني لا دون مفر. إلهاء الطفل أفضل من مواجهته تذكري .

 

كيف استخدم مبدأ الإلهاء ؟

 فإذا كان طفلك على وشك تكسير لعبة أو تقطيع كتاب، فالأفضل هنا اتباع مبدأ الإلهاء، بدلا من المواجهة، من خلال إلهاء الطفل عما في يده وإعطاءه لعبة أخرى يلعب بها، بدلا من الدخول معه في مواجهة محتملة وبذلك تتجنبي حدوث الأزمة قبل وقوعها.

ولا تنسي تعليم الطفل عواقب أفعاله اهتمي  بتعليم الطفل أن هناك عواقب للسلوك السئ مثل تكسير الألعاب، فلا تسرعي لشراء ألعاب أو كتب جديدة، وإنما اتركيه يلعب بالألعاب التي كسرها ومحاولة اكتشاف ماهو جديد .

لاتنسي تعزيز طفلك ؟

لثناء على الطفل بشكل فعال عندما يلعب طفلك بلعبة ما بشكل سليم ويتركها بعدما ينتهي من اللعب بمكانها وعلى نفس هيئتها دون تكسير، فلابد من تقديم المدح الكثير والثناء على حسن تصرفه، وأن تخبريه  بسعادتك لتعامله بلطف مع ألعابه، هذا التصرف من شأنه أن يجعله يشعر بالفخر ويقلل من سلوكه التخريبي فيما بعد. دائما تذكري  أن المكافأة على السلوك الإيجابي أكثر فعالية من المعاقبة على السلوك السلبي،.