أم موجودة و لكن غير موجودة !

Blog Image
  • Author

    سحر الخطيب

    مدربة حياة معتمدة دولياً من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    06 October 2020

 

تقول أحد الأخصائيات النفسيات: تأتيني الكثير من الحالات لناس بالغين طبيعيين يأتون من أسر طبيعية يشعرون بعدم الاستقرار النفسي و النقص العاطفي و ضعف الثقة بالنفس ونظرة شديدة السلبية لأنفسهم رغم عدم وجود أي مشاكل في طفولتهم ولكنهم لم يحصلوا على إشباع عاطفي من والديهم! وغالبا هذه الحالات يكون سببها غياب الأم نفسيا عن أبنائها.

ما معنى هذا؟  يعني أن الأم موجودة بدنيا مع أطفالها و لكنها لا تشاركهم مافي قلبها  و لا تظهر حبها و عواطفتها لهم و الأهم من ذلك كله برأيي عدم إشعارها أبناءها بأهميتهم بالنسبة لها و هنا لا نقصد أبداً غياب الأم بسبب العمل  بل قد تكون أم تركت عملها من أجل أن تتفرغ لأبنائها و لكنها للأسف غائبة عنهم!

هذه بعض الأمثلة:

  • أم  لا تقول لابنها (أحبك) حجتها أني أريد أن أظهر قوية و أربيهم أن يكونوا أشداء
  • أم موجودة في المنزل و لكن في أي وقت يطلب منها أولادها شيئاً تقول ( أنا مشغولة)
  • أم موجودة في البيت ولكنها أغلب الوقت تحضر التلفاز أو تمسك الموبايل.
  • أم لا تظهر المحبة و العواطف بشكل بدني ( الأحضان و القبلات)
  • أم متوترة و قلقة دائماً لدرجة أنها لا تتفاعل مع أبنائها، و أسمعي ذلك من أبنائها : ماما دايما معصبة.
  • أم دائما خارج المنزل بدون سبب مهم وعندما تعود لا تتكلم مع أبنائها قط
  • الأم التي تعتبر أن حاجات أبنائها هي فقط  تقديم الأكل و الشرب والعلم و تجهيز المسكن لهم.

طبعا بهذه الأمثلة أقصد التصرفات المستمرة طوال الوقت و ليس الانشغال المؤقت، أطفالنا يحتاجون الحب و الحنان و العواطف مثل حاجتهم للطعام و الشراب و المسكن، بالتأكيد لا يوجد أم تقصد أن تؤذي أبنائها أو تهملهم ولكن الرسائل التي سيفهمها الأبناء  من هذ التصرفات هي  ( أنا لست مهم..أنا غير مرغوب..لا يحبونني..أنا مرفوض )

و النتيجة  قد تكون:

  • طفل غير مستقر نفسياً مهزوز وضعيف الشخصية سيكبر و تظل شخصيته كذلك.
  • الشعور بالتوتر والقلق والوحدة
  • الإحساس بالفشل ( لقد فشلت في أن احصل على الحب من اقرب الناس  اذا سأفشل في كل شيء)
  • تصرفات سلوكية غير مقبولة   بسبب رغبته في لفت النظر لعدم احساسه بالاهتمام في المنزل
  • بحثه عن الإهتمام خارج البيت مما قد يؤدي لانضمامه لرفقاء السوء
  • أو العكس تماما فتكون ردة فعله أن يكون مغرورا متكبرا لا يهتم بمشاعر أحد!

ماذا أفعل وما الحل ؟

اطمئني عزيزتي الأم, الموضوع سهل إذا نويت وقررت التركيز عليه: فقط كوني موجودة. أطفالك ليسو بحاجة إلى أم مثالية بل هم يحتاجون إلى أما محبة تشعرهم بالحب، دقائق من التركيز الصادق مع أبنائك يغنيك عن عشرات الساعات التي تكونين فيها معهم جسمياً ولكن ذهنك في عالم آخر.

 

فيما يلي بعض الخطوات و النصائح:

  • حددي أوقاتا تتوقفي فيها عن استخدام الهاتف و العمل وشغل  البيت و تتحدثي بها مع اولادك
  • بعد اليوم الدراسي اسأليهم كيف كان يومهم وأظهري اهتمامك بالتفاصيل
  • استشيريهم  عن رأيهم ماذا يأكلون اليوم أو أي لون ترتدين اليوم ( أشعريهم أن رأيهم مهم)
  • اعتذري منهم اذا أخطأتي معهم ، أنت بهذا قدوة رائعة و تعطيهم الكثير من الدروس
  • أفهميمهم أنك موجودة عندما يحتاجونك في أي وقت من اليوم و اتفقي معهم على الطريقة المناسبة للتواصل معك في الأوقات المختلفة
  • لا تستخفي بألمهم و حزنهم ( ماما أنا أعلم أنك حزين بدلاً من أنت صرت كبير بلاش دلع )
  • أكثري من الاحضان و القبلات فلها أثر رائع على نفسية أولادك
  • أخبريهم كم أن وجودهم يضفي لحياتك سعادة و رونقاً و معنى ( بدلاً من حياتي نكد و تعب بسببكم)
  • طوري من تواصلك  معهم بفهم لغة الحب الخاصة بهم.

ببساطة و اختصار:  دعيهم يعلمون ويتأكدون أنك تحبيهم .... و أنهم مهمين .... و أنك موجودة بجانبهم