الدّلال والحماية الزّائدة للطفل.

Blog Image
  • Author

    ولاء ضراغمة

    اخصائية مشاكل طفولة وتعديل سلوك
  • Date

    13 October 2020

 

إن الأطفال الذين يدلّلهم الاهل بشكل يفوق الحدود الطبيعية يميلون الى الكسل وعدم بذل مجهود في أي شيء.  

فالطفل ذكي وبإستطاعته إدراك ما يدور حوله وكيفية معاملة الوالدين له. فعندما يبلغ العام الأول من عمره يعلم إن كان مدللاً, بعكس ما يظنه الكثيرون حول أن الطفل لا يدرك ذلك. فتدليل الطفل بشكل غير عادي يؤدي الى ثقل في اللسان. لأنه لا يترك وحده ويظل تحت مراقبة الوالدين ولا يبذل مجهوداً ليشعر بالأشياء.

فيجعل البكاء السبيل الوحيد للحصول على ما يريده، وهو شيء يجعل تعلمه للكلام في المرتبة الثانية. وهنا يصبح النطق بالنسبة للطفل المدلل شيئاً يدخل في اطار السهل الممتنع. فالطفل قد يحاول النطق ولكنه يجد البكاء وسيلة أسهل لجلب انتباه الأبوين والحصول على ما يريد.

أو يستخدم لغة الاشارة فبدل أن يحاول النطق أو الكلام يشير بيديه إلى الأشياء فيسرع الأبوان لتلبية ما يريده دون محاولة ترديد اسم الشيء الذي يريده الطفل لكي يتعلم.

والطبيعي عند بلوغ الطفل سن الثانية من العمر تشكيل جمل وتعابير صغيرة مفهومة حتى وإن كانت مخارج بعض الكلمات صعبة  عليهم بعض الشيء. فهذا هو السّن المناسب والطبيعي بالنسبة لنطق الأطفال والبدء في الكلام.

ولا يدرك الأهل بأن الدلال الزائد عن الحد يؤثر على جوانب كثيرة من شخصية الطفل منها ما يؤثرعلى نطقه وتأخره في الكلام بسبب تعوده على أن تكون جميع الأمور متوفرة له.

ويشتكي بعض الأهل من وصول أطفالهم الى سن الثانية وأكثر دون أن يستطيعوا الكلام أو النطق فيكون السبب الحقيقي عند سؤال الأبوين عن طريقة تعاملهم مع الطفل وما يتم اكتشافه هو أن الأبوين يدللان هذا الطفل بشكل مبالغ فيه, حتى تصل الأمور الى حد فوات الأوان الطبيعي لنطق الطفل وبدئه في الكلام.

ففوات الأوان يعني البدء من جديد في تعليم الطفل ما فاته, وهنا يبدأ القلق من قبل الوالدين يأخذ صفة الجديّة وتبدأ عملية مواجهة الصعوبات في تعلم النطق والكلام في مرحلة متأخرة وما قد يعانيه الطفل من صعوبة في مخارج بعض الكلمات في المستقبل.

وهنا يجب التدخل فورا واستشارة اخصائي علاج مشاكل تأخر النطق واللغة والتي كان سببها الرئيسي هو الدلال والحماية الزائدة للطفل.