التعليم عن بعد ذلك الضيف الثقيل الذي أثقل على قلوب الكثيرين وحمل أكثر مما يحتمل بين معارض ومستنكر ومشمئز. أصبح شماعة نعلق عليها كل الاخطاء والسلبيات فلماذا لا نحاول ان نرى الإيجابية كما السلبيه في كل امر؟

التعليم عن بعد هو فرصة لنرى الكثير من الأمور عن قرب, أمور يجب أن نستدركها ونعلمها لأبنائنا وطلابنا.

هو فرصة لنعلم ابناءنا أن طلب العلم فريضة يحتاج إلى العمل والمثابرة والإبتعاد عن خلق الحجج والأعذار. لنعلمهم أن  يكونوا الرقيب على أنفسهم و أن يحفظوا الله في السر والعلن وأن يبتعدوا عن الغش والتزيف وكل التصرفات اللاأخلاقية التي يقوم بها بعض الطلاب والأهل من الغش والتلاعب خلال الإمتحانات.

لنعلمهم أن الأزمات تصقل الإنسان وتبريه لمواجهة التحديات لنعلمهم أن يقدروا النعم ويعلموا أن العلم يطلب بالكد وبالتعب. كفانا تذمراً ولنصنع جيل مقدر للمسؤوليه لا يحتاج رقيب ليؤدي واجباته لا يحتاج حججاً للتنصل من مسؤولياته.

نحن بحاجة إلى إعادة النظر في نظرتنا ومفهومنا للتعليم نحتاج إلى  ان نجعل التعليم رغبة ومتعة وإن اختلفت طرق تلقيه وليس مجرد تحصيل حاصل. نحتاج أن يتعلم المعلمون والمسؤولون وأصحاب القرار الإتقان والأبداع بالعمل لكي نتخطى مثل هذه الأزمات وليس أن تهدد أزمة واحدة جيل بأكمله. نحتاج إلى بيئة منزلية داعمة  واثقة وثابتة على مبادئها.

التعليم عن بعد يجب أن يكون فرصة لخلق التعاون البناء بين أطراف العملية التعليمية التي أصبحت تعتمد الآن بنسب متساوية على المدرسة والمعلم والأهل والطالب, هذه المسؤولية الجماعية تتطلب منا الجهد والمصداقية للحافظ على مستقبل طلابنا وأبنائنا الذين هم حجر الأساس لمستقبل مشرق.

التعليم عن بعد بسيئاته وحسناته نحن فقط من يستطيع توجيه البوصلة إلى المسار الصحيح وإن ضللنا طريق الصواب في بعض الأحيان. الفضاء الالكتروني جعل المعرفة والعلم  متاحاً للجميع ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا عن نظرة الجميع للعلم والمعرفة؟