كل ماتريد أن تعرفه عن لقاحات كورونا

Blog Image
  • Author

    هلا الطاهر

    أخصائية علم الطب الجزيئي والوراثة
  • Date

    24 February 2021

 

مع ظهور مطاعيم مختلفة لمواجهة جائحة الكورونا كثرت التساؤلات والشكوك. في هذا المقال نذكرأنواع المطاعيم المتوفرة مع بعض من الأسئلة الشائعة وأجوبتها:

 

تتوفر في الإمارات 3 انواع من المطاعيم:

مطعوم ساينوفارم  (المطعومالصيني): تم تصنيع هذا المطعوم بإحدى الطرق التقليدية المعروفة، حيث يتم زراعة الفايروس والحصول على كميات كبيرة منه ثم تثبيط عمله (inactivation) ليصبح غير قادر نهائياً على إحداث عدوى. ومن ثم استخلاصه وتنقيته وإضافة بعض المحفزات المناعية. يعتبر هذا المطعوم امناً جداً فهو مشابه للمطاعيم المتوفرة منذ عقود، تحفيز المناعة منه يعتبر جيد جداً ولكن محدود مقارنة بالجيل الجديد من المطاعيم التي ظهرت. تمت دراسة هذا المطعوم وقد شاركت الإمارات في التجارب السريرية قبل أن تعتمده للتطعيم تحت بند الطوارىْ.

مطعوم فايزر/بيونتيك: يعتبرهذا المطعوم ثورة في عالم التكنولوجيا الحيوية وهو أحدث أنواع المطاعيم على الإطلاق، يعتمد على تصنيع مادة ال mRNA التي تشكل الشيفرة الخلوية الحاملة لمعلومات انتاج البروتين التاجي وتغليفها بمادة دهنية مشابهه للغشاء الخلوي، ثم حقنها في الجسم لتحفز الخلايا على انتاج هذا البروتين وافرازه على سطحها، ما يجعل جهاز المناعة يتحفز بطريقة مشابهه للتحفيز الناتج عن عدوى حقيقية، وبالتالي تكون الإستجابة المناعية عالية. وهي الأعلى بالمطاعيم المصادق عليها للأن. تمت اجراء كافة الدراسات السريرية والموافقة على استعماله للطوارىء في غالبية الدول العظمى. وبرغم من أن هذه أول مرة يصادق على مطعوم من هذا النوع، إلا انه يجدر الذكر أن الدراسات على فكرة مطاعيم الDNA/RNA  بدأت منذ أكثر من ثلاثين عام، وتمت الكثيرمن الدراسات عليها حيث طبقت على الحيوانات وأظهرت نجاحات، بالإضافة الى أن مطعوما مشابها لداء الكلب وللإنفلونزا وفايروس زيكا دخلو مراحل التجارب السريرة منذ فترة، وقد يصبحوا جاهزين ومعتمدين قريبا. من التحديات التي تواجه المطعوم هو ظروف التخزين الصعبة حيث يجب المحافظة عليه .

 

مطعوم أكسفورد/استرازينكا: يعتمد هذا اللقاح على مبدأ الناقل الفيروسي، بمعنى أنه لتصنيعه يتم استخدام فايروس مختلف (استخدم فايروس يصيب الشمبانزي في هذه الحالة) وهندسته وراثيا لجعله غير قادرعلى التناسخ  داخل الجسم، وإضافة جزء من التركيب الوراثي لفايروس Covid-19، عندها يصبح عمل هذا الفايروس الدخول الى الخلايا ولكنه يطلق بها الشيفرة الخاصة ببروتين Covid-19 وبالتالي تنتج الخلية هذا البروتين، ويخرج عللى سطحها ليتعرف عليه جهاز المناعة وينتج اجسام مضادة. يعتبرهذا المطعوم أيضا واعداً جداً لسهولة نقله وتخزينه, كانت فعاليته منخفضة في بداية الدراسات ولكن مع تعديل على الجرعات اصبحت عالية.

 

وهذه بعض الأسئلة الشائعة والإجابة عليها:

 

لقد ظهرت المطاعيم بسرعة فائقة فهل تم اهمال بعض الأبحاث الضرورية لإثبات فعاليته أو أمانه؟

في الحقيقة فإن كل الأبحاث الضرورية واللازمة قد اجريت على نحو كامل. هنالك عدة عوامل ساعدت في سرعة الإنتاج وهي:

  • التطور العلمي الهائل اللذي شهده عالم التكنولوجيا الحيوية في السنوات السابقة، بحيث اصبح الحصول على التسلسل الجيني للفايوس ودراسة جميع خصائصة عملية سريعة وعالية الدقة، بالإضافه الى التقدم في التقنيات والخبرات المتوفرة في مجال تصنيع القاحات.
  • امكانية فحص المطعوم عملياً في وجود الجائحة سرعت كثيراً من تحصيل البيانات اللازمة من التجارب السريرية، بحيث اصبح لدينا وبسرعة تصور لنسبة الأشخاص الذين حصلوا على مناعة مقارنة بغيرهم من لم يحصلوا على المطعوم.
  • لقد بدأت الدراسات على المطعوم تحت بند الطوارىء، ما يعني أن عملية الإنتاج بدأت قبل الإنتهاء من التجارب السريرية، وبالتالي كانت هناك كميات جاهزة للتوزيع مع انتهاء التجارب والحصول على الموافقة للبدء بإستخدامه.
  • كما يجب أن لا ننسى أن المطاعيم تمت الموافقة عليها تحت بند الطوارىء، وهذا يعني ان المطعوم أثبت فعاليته بحماية الأشخاص من المرض بشكل واسع، وتخفيف حدة الأعراض لو تمت العدوى. ولكن لم تنتهي الدراسات التي تثبت مدة الحماية ومتى سوف يتم الحاجة لجرعة جديدة

 

وهل هذا يعني انه هناك احتمال لظهور أعراض جانبية على المدى البعيد؟

لقد تم تطوير المطعوم ودراسته بشكل مكثف ومعمق، ولايوجد ما يدعو لظهور تلك الأعراض. كما أن الأعراض الجانبية سواء خفيفة أو خطيرة عادةً تظهر في أول أربع الى ست اسابيع من تعاطي المطعوم وليس بعد ذلك. وقد تمت مراقبة المشتركين بالأبحاث السريرية لمدة 60 يوم قبل الموافقة على الإستخدام الطارىء. وهذا يعني أن احتمال اضرار طويلة المدى هو احتمال ضعيف جدا.    

 

ما هي مدة المناعة المكتسبة من التطعيم وهل سيصبح مطعوما ًموسمياً مثل الأنفلونزا؟

الى اليوم لا تزال مدة المناعة المكتسبة من المطاعيم المختلفة غير معلنة، حيث أن الدراسات لا تزال قائمة، ما نستطيع قوله أن الأشخاص الذين بدأو بتلقي المطعوم منذ أربعة أشهر ما يزالون يحملون أجسام مضادة فعالة للآن، ولا يملكنا إلا الإنتظار لنرى نتائج الدراسات القائمة.

 

هل يعطي فحص ال   PCR  نتيجة ايجابية بعد أخذ المطعوم؟

لا، لا يمكن أن يسبب المطعوم نتيجة ايجابية لفحص ال PCR مهما كان نوع المطعوم  ولكن فحص الأجسام المضادة سيبدأ بإظهار أجسام مضادة بشكل بسيط بعد عدة أيام من الجرعة الأولى وترتفع النسبة بشكل ملحوظ بعد الجرعة الثانية.  

 

هل يمكن أن يسبب المطعوم الإصابة الفعلية بالمرض؟

لا يمكن للمطعوم أن يسبب الإصابة بالمرض لأن كل المطاعيم المتوفرة لا تحمل فايروس نشط ولا حتى مضعف.

<!-- [if gte mso 9]> <w:LsdException Locked="false" Priorit