استمتعي بأمومتك

Blog Image
  • Author

    سحر الخطيب

    مدربة حياة معتمدة دولياً من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    04 May 2021

 

الأمومة هي معجزة الحياة و هي أمنية كل فتاة  مقتبل العمر ، ورغم كل الحب و الشوق و الاماني الممزوجة بالفرح و السعادة إلا أن رحلة الأمومة  مليئة بالتحديات و المشاعر المختلطة  . كيف لشيء في منتهى الجمال أن يكون سببا للتعب الشديد  و انقلاب حال الأم من تألق وسعادة و نشاط إلى تعب وذبول  وحيرة وغضب.

ماذا لو قلت لك أن لدي حلا سحريا سيجعل أمومتك أسهل ؟ و سيختصر عليك الكثير من المشقة ، ويقلل من تعبك ، و سيزيد من السعادة ، ويحول الصعب إلى سهل؟  

من خبرتي مع الأمهات السنوات الماضية أؤكد لك أن هذا ممكن وأسهل مما تتوقعين ، السر في كلمة : استمتعي !

لا أخفي عليكم أن الكثيرات يضحكن عندما أذكر لهن هذه الكلمة، في مقال سابق تحدثت عن الشغف وكيف أنه يحول العسر إلى يسر ويقلب المشقة إلى سعادة و السر هنا هو حب ما تقومين به لأنه يعطيك طاقة تجعلك تقومين بما كنت تظنين أنه مستحيل .

وبما أن الحب هو أساس الأمومة  يبقى علينا ضخ هذا الحب بما يجعله ممتعا لتتمكني من إكمال هذه الرحلة نجاح و سعادة و تفوق .أهديك هذه التعديلات البسيطة التي يمكك تزيين حياتك بها لإضافة الكثير من المتعة و السعادة لك و لأطفالك

انظري من زاوية أخرى:

عندما سألنا مجموعة من الأمهات ما هي أول كلمة تخطر ببالك  عند ذكر الأمومة ، كانت الكثير من الإجابات : تعب ، عصبية ، دراسة ، امتحانات ، نكد ، فوضى. النظرة السلبية هذه للأمومة كفيلة بأن تجعلك تشعرين بالثقل في أي مجهود تقومين به ، أدمغتنا تتصرف وفقا لما لتفكيرنا فعندما  نسمي أو نصنف الأمومة بطريقة سلبية فإن الدماغ سيتصرف وفقا لذلك و يكون الموضوع فعلا صعبا و ثقيلاً. مجرد إعادة التسمية سيكون كفيلا بإزاحة الكثير من الأثقال و جعلها أسهل : مثلا الأمومة : ضحكات ، أحضان ، فرح، هدية، عطاء. هذه التسمية لن تغير شيئا و لكنها ستعطيك نظرة متوازنة للأمور تسهل عليك المهمات!

 

كوني المشجع الأول  لنفسك  وتكلمي معها بلطف  و بكلمات التقدير و التشجيع :

أنا مسؤولة ، يمكنني أن أنجح،  أنا أستحق، سأتجاوز هذا  : هذه التوكيدات لها أثر كبير على رفع حالتك المعنوية.

اشحني بطاريتك دائما : اعتني بنفسك فأنت ستكونين أما أفضل عندما تكونين بكامل قوتك.وذلك عن طريق اعتنائك بصحتك ، ممارسة هوايتك أو أي شيء يسعدك ( أرجوك لا تقولي لا يوجد وقت أنت مديرة أعمال منزل رائعة و يمكن توفير دقائق من هنا و هناك لقضاء وقت لك أنت)

 

كوني لطيفة مع نفسك:

أحبي نفسك و لا تعاقبيها  و إياك و جلد الذات و الإحساس بأنك أو أبنائك ضحية ، وإذا أخطأت سامحي نفسك و اعتبريها فرصة للتعلم. عيشي اللحظة : و أنت في الحديقة  لا تفكري في مهام البيت ، عندما يأتي ابنك ليكلمك كوني فقط مركزة بحديثك معه

وإياك و القيام بأكثر من مهمة بنفس الوقت فهذا يجهدك جداً و لن تكون النتيجة مرضية.

تذكري أنها مؤقتة : اليوم الذي تقضيه مع ابنك لن يتكرر فغدا سيكون أكبر و ستكون احتياجاته مختلفة.

كل ما تقومين به اليوم هو ذكرى عظيمة لأبنائك و لك في المستقبل : احرصي أن تكون ذكريات مميزة  ، أنت اليوم تصنعين ذكريات الغد.

استثمري وقتك بذكاء :

أعيدي ترتيب أولوياتك بشكل دوري ، ربما هذا الشهر أولويتك هو صحتك أنت ، و ربما الشهر القادم  التوازن النفسي لابنتك الكبرى ، و ربما لاحقا تعليم الأولاد د على الصلاة و هكذا , ودائما اجعلي الأهم أولا (لست أنا من سيحدد ما هو الأهم لك ولا صديقتك بل أنت فقط)

استخدمي مجهودك بحكمة وبدلا من الساعات الطويلة في الٌإقناع و الارشاد كوني قدوة لأولادك و أريهم ما تريدين حقا أن يفعلوا: التحدث بلطف ، احترام وجهات النظر ، المساعدة ، بر الوالدين.

ضاعفي أرباحك ولا تخسريها, فيمكنك مثلا ممارسة هواياتك أو أداء التمارين الرياضية مع أبنائك وهكذا أنت ( تضربين عصفورين بحجر).

العبي مع أبنائك:

اللعب مع الأبناء كفيل بإذابة التوتر وشحن الطاقات وزيادة الحب والتفاهم بينكم. ونحن في ركن العائلة نساعدك على جعل اللعب فرصة ترفيهية و عليمية وتربوية في نفس الوقت

اذا كنت لا تتمالكين أعصابك أثناء تدريس ابنائك فأنا أنصحك أن تطلبي المساعدة  فعلاقتك بابنك أهم و أثمن من أن تضيع بسبب الفروض و الامتحانات المدرسية ،

أحيطي نفسك  بمن يحبك  ويريد مصلحتك  و ابتعدي عن من يجعلك تشعرين بالسوء.

لست ملزمة بمتابعة صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي تجعلك تشعرين أنك لست مميزة ولا بصديقة تحبطك دوماً.