الإصلاح والتغيير

Blog Image
  • Author

    إيمان شبيطة

    مدربة حياة معتمدة دولياً من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    26 May 2021

 

خلال تعاملي مع التحديات الأسرية اليومية,ألاحظ وجود تكرار لكثير من العادات والصفات اليومية التي تؤثر بردة فعل الزوجين أو الأبوين في تواصلهم مع أفراد العائلة الواحدة. فمثلاً ستجد كل أم تشتكي من عناد أبناءها أو عصبيتهم في التصرف تنهي كتابة المشكلة بجملة " أنا مابنكر إني عصبية! بس ما بقدر أصير هادية وهمه هيك" أو ستُنهي الحديث عن سوء العلاقة بينها وبين الزوج وعدم قدرتهما على التفاهم بعبارة " هو بتعمد استفزازي عشان أفقد أعصابي". بالإضافة إلى السؤال الأكثر تداولاً بين الأسئلة ألا وهو " كيف أتعامل معاه؟" وهذا مجرد جزء صغير من نوع معين من المشاكل القائم على عدم القدرة على التحاور والتواصل حول المواضيع الخاصة بالأسرة.


الملاحظ من هذا النوع من المشاكل هو عدم قدرة المتحدث على فهم أن مرحلة الإصلاح والتغيير تبدأ من الشخص نفسة بفهم نقاط الضعف في شخصيته و ونقاط القوة, بالإضافة لفهم الشخصيات المحيطة به لتحليل أفضل طريقة للتعامل و التصرف معهم. فعلى سبيل المثال, فهم المرأة لنقاط ضعفها بالحديث خلال أي حوار مع الزوج هي وسيلة لإصلاح قدرتها على الإقناع والحوار والنقاش, فمواصلة الحديث والنقاش في نفس الأسلوب العقيم هو مجرد محاولة لتفريغ الضغط النفسي على هذا الشخص وهذا ينطبق على الرجل أيضاً. كتوضيح لهذه النقطة, لو اردت عبور نهر للضفة الأخرى وأستعملت لوح خشبي للمرور, وعند أول محاولة وقعت وأنكسر اللوح الخشبي وبصعوبة خرجت من النهر بعد ما أصبت وأبتلت ملابسي, فهل من المنطق أن أستعمل لوح خشبي مشابه لعبور النهر مرةً اخرى؟!!

وهكذا هي الصعوبات التي تمر بنا في الحياة, عند وجود خلل في الحوار بين الزوج وزوجته فمن المهم أن يسعى كلا الزوجين أو أحدهما لإصلاح الضعف القائم في حياتهم مع التغاضي عن فكرة ( ليش دايماً أنا!) لأن الذي يسعى لحياة أفضل وسعادة وسكينة في حياته لا يفكر "من؟" بل يجب أن يفكر "كيف؟". تركيزنا الدائم على رؤية المشكلة من وجهة نظر واحدة ومن زاوية واحدة تجعلنا نفشل في فهم الطرف الآخر.

العلاقة الزوجية هي علاقة تحتاج منا العمل والإهتمام والرعاية حتى تصبح متينة وقوية ومبنية على التفاهم والحب.