كيف أغير عادةً سيئةً في حياتي؟ سؤال يتكرر بين كثير من أصدقاء الصفحة, بإختلاف العادات التي تطرح أو المحور الرئيسي للحديث لكن كلها تدور حول تغير عادة سيئة متأصّلة في عادات الشخص أو عادة سيئة عند أحد الأطفال. وعندما أقدم طريقة للبدأ بحل هذه المشكلة أو طريقة لتغيير هذه العادة يكون الجواب "جربت كل الي بتحكي عنه". مفهوم تجربة الشيء لتغيير العادات شيء لن يجعلك تتقدم أي خطوة للأمام, لأن الأصل بتجربة التغيير هو تغيير نظام الحياة تماماً, الأصل في نية التغيير أن تغيير نظام حياتك بإدخال العادات الجديدة وليس توقع التغيير بيوم و ليلة. من أساسيات النجاح في ادخال شيء جديد لنظام حياتك هو ممارسة النظام الجديد لمدة 27 يوم أو شهر كما نقول قبل أن نحكم على هذا النظام أو العادة الجديدة بالنجاح أو عدمه. فعلى سبيل المثال إذا أردت اضافة الرياضة على نظام حياتك فيجب أن تمارس الرياضة لمدة شهر كامل " على الأقل في نظري" مقرونة بنية الصادقة للتغير قبل أن تقر بعدم قدرتك على اضافة هذه العادة الجديدة على نظام حياتك.

العادات السيئة التي تم اكتسابها على مدى السنين لن يتم تغييرها بيوم وليلة وتحتاج الى التدرب على ممارستها حتى تكون ضمن النظام الجديد. التغيير المؤقت لشيء لا ينجح عادةً ونتائجة مؤقته لذلك يجب العمل على ترتيب الأوراق بطريقة جديدة تتناسب مع أسلوب الحياة الجديد. الموضوع يشبه محاولة البدء في دايت جديد من أجل فقدان الوزن. إذا كان الهدف من تغيير نظام الطعام فقط فقدان الوزن المؤقت فتكون النتائج مؤقته أيضاً أما إذا كان الهدف فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة بتغيير نظام الطعام تماماً فهنا هدف التغيير يكون أشمل وأقوى على المدى البعيد.

سألتني أم عن طريقة لتغيير عصبية طفلها الذي يبلغ من العمر 4 سنوات, فأعطيتها مجموعة من النصائح في طريقة التعامل معه, فكان من ضمن هذه النصائح العمل على التعامل معه بهدوء وصوت منخفض, لأن من الصعب تغيير عادة "العصبية" عند طفل أمه تتعامل معه بعصبية دائمة. فكان جوابها "وبعد أن يهدء طفلي هل أستطيع أن أعود لطريقتي بالتعامل, فأنا إنسانة حادة بطبعي ومن الصعب أن أتغير!!" فكان جوابي لها " لا تتوقعي تغيّر ابنك إذا لم تعملي على تغيير نفسك, الطفل يكتسب عاداته في الحياة من والدية وأنت قمتي بإعطائه جرعه كبيرة من العصبية الغير مبرره, إذا أردت التغيير لإبنك فيجب أن تبدئي بنفسك".

عمل الإنسان على تحسين نفسه عملية سهلة إذا كان الإنسان مقتنع بضرورة التغيير مع وجود النية الصادقة لعمل ذلك. احرصوا على التخلص من عاداتكم الغير مرغوبة وعدم ممارستها أمام أبنائكم فأنتم مثلهم الأعلى في الحياة.