وقت العائلة

Blog Image
  • Author

    إيمان شبيطة

    مدربة حياة معتمدة دولياً من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    26 May 2021

 

قبل يومين جاءت دعوة لإبنتي لحضور حفلة مع صديقاتها, وطبعاً كانت سعيدة للذهاب والإجتماع مع الصديقات بعد عام دراسي حافل وناجح. وبعد عودتها سألتها ماذا فعلوا بالحفلة, فكانت سعيدة بكمية الألعاب التقليدية التي لعبوها مع بعضهم ولم تكن تعرفها من ألعاب بالأوراق واللوحات التي تتطلب الجلوس والعد والكتابة وهي أشياء لم يعتدها جيل اليوم, لكن رأيت السعادة بتجربة شيء جديد خارج نطاق الموبايل والتاب وقصص السوشيال ميديا.

تذكرت بعدها ذكرياتي الجميلة مع اخواتي وأخي بإجتماعاتنا واللعب بالماضي, كنا نجلس طوال الليل في العطلة الصيفية نلعب المونوبولي ونشتري ونبيع الأراضي وكأن مستقبلنا مربوط بنتائج اللعبة, وكان حظ كل منا محدد من نوع الأراضي التي يتم شرائها, فمن يحصل على شارعي كنت وميديترينين باللون البني ليس محظوظاً جداً, ومن يحصل على شارعي باركلين وبارك بلاس باللون الأزرق الغامق فله نصيب الأسد من اللعبه والحظ كذلك. وماتزال كذلك كل ذكريات لعبة البناكل "الشدة" وسهراتها وضحكاتها محفورة بالذاكرة, ومنها ننتقل لألعاب النهار فكانت لعبة "اسم حيوان, جماد, إنسان" تجعلنا نقضي ساعات نفكر بكل التفاصيل المطلوبة وكان أصعبها حرف الضاد والظاء, فكان من الصعب أن تجد اسم نبات بهذه الأحرف, فنقضي وقت طويل بالبحث عنه وقد نحاول التسلل للمطبخ لسؤال أمي لعلها تعرف دون أن يرانا أحد, لكنها كانت تبتسم وتقول "فكري لحالك".

وكمحاولة مني لفرض هذا النوع من الألعاب على أولادي ذهبت قبل بضع سنين إلى أحد المتاجر وقمت بشراء لعبة المونوبولي وجلست أنا ووالدهم لللعب معهم, في البداية كانوا ينظرون إلينا بإستغراب لأننا كنا متشوقين ومستمتعين لبدأ اللعبه قبلهم وأحسست أنني اضغط عليهم بالجلوس وتجربة اللعبه معنا. بدأت اللعبة وقمت بتعليمهم كل شيء وطريقة اللعب وبدؤا بالشعور بالإستمتاع قليلاً, فقط لأننا كنا مستمتعين أنا ووالدهم أكثر منهم, لكن شعرت بعدها وخلال اللعب وبعد رؤية الوجه الآخر لأمهم وهي ترقص رقصة النصر ومحاولة إخفاء الوقوف على إحدى الشوارع التي يملكها زوجي في اللعبه جعلهم يشعرون أن لوالديهم جانب ماكر لم يعرفوه من قبل, تماماً عندما رأيت هذا الجانب في والديّ عندما رأيتهم يلعبون كرة الطائرة معنا لأول مره, شعرت عندها أن أمي طفلة صغيرة بكل هدف سددته في ملعب أبي.

قد يكون من الصعب دمج عالمنا وعالم أبناءنا في مكان واحد, لكن من الجميل أن نشركهم معنا ليعرفوا الجانب الطفولي الجميل في آبائهم وأمهاتهم. في كل منا مازال هذا الجانب مختبىء في مكان ما ينتظر الخروج والإستمتاع, ولا يوجد مكان أفضل للإستمتاع به أكثر من أبنائكم. الأم والأب ليسوا مجموعة من القوانين والأوامر بل هم الحب والقيم والإنضباط والضحكات التي ترسم طريق الخير لأبنائهم.