السوشيال ميديا والدعم الهدام

Blog Image
  • Author

    إيمان شبيطة

    مدربة حياة معتمدة دولياً من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    26 May 2021

 

في كل يوم أفتح وأقلب صفحات السوشيال ميديا أصاب بالدهشة لقدرة الناس على ضخ هذه الكمية من الطاقة السلبية, هذه الطاقة التي يتم ترجمتها على شكل كلمات هدّامة لها أثر سلبي على من يلهث وراء كلمات الدعم والقوة ليتجاوز المحن ومشاعر اليأس الذي تصيبة.

من المؤلم أن يظن كل إنسان أنه يملك القدرة على التفوه بأي كلامات دون معرفة الغاية والهدف وردة الفعل تجاه ما سيصدر عنه من كلمات. فعلى سبيل المثال عندما تقوم سيدة بعرض مشكلتها على جروبات السوشيال ميديا بهدف طلب النصيحة أو الدعم أو لإيجاد اجابة عن تساؤلاتها بما يخص مشكلة زوجية, سنلاحظ أننا سنجد أكثر من 100 تعليق يجيب "طلقيه" و 100 أخرى تجيب " مني ومنك ولابعبره وبعيش حياتي ولا كأنه موجود" وأخريات يبدأن بتحليل حالة الضعف التي تعيشها السيدة التي أدت إلى استغلال زوجها لها, ومجموعة أخرى تتحدث بفخر ماذا كانت ستفعل إذا ماكانت هي بهذا الموقف. وستجد تحت هذا الإستفسار مجهول الصاحب سيدة آثرت الخجل والإختفاء من عيون كل من سيحاول التجول في صفحات حسابها الشخصي, لتدرك من طبيعة السؤال ان هذه الإنسانة تبحث عن الدعم لتتخذ القرار الصحيح, مهما كان نوع هذا القرار الذي سيكون نابع من معرفتها بظروفها الخاصة وتبعات حياتها الشخصية والنفسية والإجتماعية والإقتصادية.

كلنا يتمنى حياة مثالية وحلول لمشاكلنا بما يتناسب مع المنطق والحريات ومبادئنا الدينية, لكن في أغلب الأحيان الظروف تحول بيننا وبين الأحلام والحياة المخملية. الزوجة التي تسعى لحل مشاكلها بما يتناسب ماحجاتها للدعم الإقتصادي والنفسي هي ليست ضعيفة ولكن هي آثرت اتخاذ منحنا آخر لعدم قدرتها على الخروج من الأزمة بطريقة أخرى. الأولى أن ندعمها أن تركز على السعي لتجاوز نقاط ضعفها التي تجبرها على قبول ما لا تقبل.

إذا شعرت بالحاجة إلى ترك جواب لكل سؤال تراه في هذه الصفحات, فتذكر أن الكملة الطيبة صدقة وأن الدعم النفسي هو مانحتاجة في كثير من الأحيان وليس الحلول التي تخرج على هيئة مطارق هدّامة بدل أن تكون شعاع أمل. ولاتنسى أن لكل قصة عدة جوانب وليس مايتم ترجمته في أدمغتنا.