تقلّب المزاج عند الأطفال

Blog Image
  • Author

    ولاء ضراغمة

    أخصائية مشاكل طفولة وتعديل سلوك
  • Date

    24 June 2021

 

يا له من شعور غريب أن أجد أحد طفلي يعاني من تقلّب المزاج. 

نعم هناك اطفال قد يعانون من تقلّب المزاج لعدم خبرتهم الكافية في المزاجية والتعبير عما يدور داخلهم أو حتى التعبير عن المشاعر .أنهم الأكثر سرعة في الغضب والبكاء والضحك والفرح مما يعني أنهم لا يحملون في قلوبهم سوى أكثر من مزاج، وهذا المزاج سرعان ما يظهر بحسب الظروف حولهم.

 

وللتعامل مع هذا النوع من الأطفال ومعالجة مشكلة تقلّب المزاج علينا أن نتّبع بعض الطرق الصحيحة لنساعدهم على النمو بدون تعرّضهم لمشاكل في المستقبل بسبب مزاجيتهم، ومن أهم هذه الطرق التالي:

 

إخبارهم أننا نشعر بهم:

 لأن أغلب الأطفال لا يستطيعون التعبير عمّا يحتاجونه، فإذا كان الطفل جائعًا فإنه  قد يصرخ لأنه بكل بساطة لا يعرف أن ما يشعر به هو الجوع، وقد يبكي لأنه يشعر بالبرد أو الحر وبمجرد أننا غيّرنا درجة حرارة الغرفة قد يضحك أو يقفز أو يقوم باي حركة معاكسة للبكاء.

 

تدريب الطفل على استخدام أسلوب الإشارة:

علينا أن نقوم بتدريب الأطفال على استخدام أسلوب الإشارة في حال عدم قدرتهم على توصيل المعلومة إلينا، كأن يقوم بالتأشير على الشيء الذي يريده بدل من الصراخ والبكاء من أجله. كذلك تحريك الرأس في حال قبول أو رفض ما نحاول إيصاله له.

 وهذا الاسلوب يتم في مراحل السنوات الاولى من العمر الطفل ثم نبدأ بتدريبه على التعبير اللغوي

 

 الاهتمام بهم في كل حالاتهم:

الطفل المتقلب المزاج يحب أن يشعر بالاهتمام ، وذلك يشكّل بالنسبة له القبول لدى الآخرين. علينا أن نظهر الاهتمام الذي يرغب به الطفل ليستقر نفسيًا.الاهتمام بطفل لنفسه وليس لسلوكه,وفصل السلوك عن الطفل.

 

التعامل مع المواقف المختلفة بذكاء:

علينا أن نحاول عدم تغيير المواقف السعيدة التي يعيشها الطفل إلى مواقف مخيفة لا يرضى عنها الطفل، مثلًا: إذا كنّا نلعب معه وهو كسر شيئًا ما بالخطأ علينا أن لا نحوّل ذلك الموقف إلى خوف للطفل او لعقابه وعتابه ولكن تدريبه لتعامل مع الامر . 

اكتشاف الطفل:

التركيز على الوقت النوعي وليس المدة فقط .علينا أن نقضي وقتًا كافيًا مع أطفالنا لاكتشافهم واكتشاف ما الذي يعكّر مزاجهم، وذلك بتعريضهم لأكثر من موقف. لأننا بذلك سنتعرّف على ما يضايقهم وما يسعدهم بالتحديد لأن الطفل المتقلّب المزاج قليل الشكوى، ونادرًا ما نعرف سبب حزنه، لذلك علينا التقرّب منهم أكثر والتعرّف إلى شخصياتهم أكثر وأكثر وتركيزعلى تدربيه للتعامل مع المرافق والمشاعر .

 

وفي النهاية كل تلك الأمور ليست شيئًا سهل علينا تطبيقه، وهو يحتاج إلى الصبر والوقت وتكرارلحصول على نتائج على مدى البعيد .

ولكن علينا أن نفكّر جيدًا أن كل هذه الأمور إذا تم تعامل معها مبكرًا سيسهل علينا التربية لاحقًا ويضمن لأطفالنا القدرة على التحوّل من شخصيات غير مفهومة إلى شخصيات سهل التعامل معها وسعيدةوتشعر بالامان وهو من الاهم الامور للاستقرارالنفسي للطفل .