طفلي وأضحية العيد

Blog Image
  • Author

    ولاء ضراغمة

    أخصائية مشاكل طفولة وتعديل سلوك
  • Date

    26 July 2021

 

السؤال الذي يتكرر بشكل مستمر: متى يمكن لطفلي رؤية عملية الذبح؟ وهل يتأثر طفلي من الذهاب مع والده لرؤية عملية الذبح؟

 

الاجابة تعتمد على عمر الطفل اولاً ومدى ادراكه الاجتماعي ,وتعتمد ايضاً على بيئة الطفل وتهيئة المسبقة له وعلى آلية تعامل الام مع الموضوع ومدى استجابتها وردات فعلها ومدى شعورها بالأمان ازاء ذلك وهذا العامل مهم جداً.

 

ويفضل عدم رؤية عملية الذبح للأطفال دون سن السادسة, وتذكر أنه لا يوجد توجيه ديني صريح بحظر أو استحباب رؤية الأطفال لمشاهد ذبح الأضحية، وقد يكون ذلك عائدًا لاهتمام الدين الإسلامي بمراعاة نفسية الأطفال الحساسة. ولكن بشكل عام يختلف الأمر من طفل لآخر وهناك فروق فردية لابد من مراعتها.

 

هنالك الكثير من الأطفال يكون لديهم رغبة في مشاهدة ذبح الأضحية، والبعض الآخر لا يكون لديه رغبة لرؤية هذا المشهد، لكن الوالدين يصطحبونهم لمشاهدة عملية الذبح. أن بعض الأطفال يشعرون بالخوف من رؤية الدم ومشاهدة منظر خروج الروح من الأضحية وهذا يؤثر على صحة الطفل النفسية .

 

وتوجد آثار لاجبار الطفل على رؤية عملية الذبح بهدف اعتياده على ذلك او انه نوع من الرجولة وتحديداً للذكور. إن إجبار الأطفال على رؤية ذبح الأضحية من الأمور غير الصحية، لأن الأطفال غير مدركين لعادات الأضحية، وقد يدخلون في نوبات من البكاء الشديد والصراخ، بالإضافة لأن ذلك قد يتسبب في معاناتهم من الكوابيس ليلاً، والتبول اللاإرادي، والرهبة من الدماء، والنفور تجاه تناول اللحوم.

 

ولا ننسى ان الأطفال، عادةً يرون الحيوانات كأصدقاء لهم لذلك فإن ذبحها يشعرهم بالقلق والتوتر الشديد ويصيبهم بنوبات البكاء الشديدة.  

 

الحل هو: التدرج مع الطفل في رؤية هذا المشهد، ففي عام نجعله يشارك في توزيع الأضحية دون رؤية ذبحها، والعام الذي يليه نجعله يشارك في تقطيعها وتوزيعها أيضاً، ثم العام الأخير يشارك في عملية الذبح. ومن المهم إحضار “الأضحية”، أي رأس الغنم، إلى البيت متأخراً حتى لا يرتبط بها الطفل عاطفياً، فبعض الآباء والأمهات يحضرون “الأضحية” قبل فترة من العيد، فيلعب معها الطفل ويمرح، وتصبح الأضحية مصدر سعادتهم وفرحتهم، ثم يجيء يوم العيد لينهي هذه البهجة من وجهة نظرهم. لذلك يجب التحدث معهم حول العادات الخاصة بالعيد، لإشعارهم بالأمان، بالإضافة لإبعادهم عن العادات التي قد تشعرهم بالقلق كلمس الدماء وغيرها.