أثبتت الكثير من الدراسات، العلاقة بين الالتزام بنمط الحياة الصحي وتحسين مستوى السكر في الدم, حيث سنعرفكم في هذا المقال، على حمية البحر الأبيض المتوسط وعلاقتها بتحسين مستوى السكر في الدم، وذلك لاحتوائها على الفواكه والخضار، والألياف الصحية لمرضى السكري، والتي تساهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم.

بداية يعرّف السكري من النوع الثاني على أنه  "ارتفاع في مستوى سكر الدم، وذلك لأن الجسم لا يقوم بتصنيع الإنسولين بكميات كافية أو يقوم بانتاجه بكميات لاتغطي حاجة الجسم أو أن الجسم لا يقوم بالاستجابة للأنسولين"

ما هي حمية البحر الأبيض المتوسط؟

تعرّف حمية البحر الأبيض المتوسط على أنها حمية مستوحاه من الأنماط الغذائية تقليدية تتكون بشكل أساسي، من الأسماك الزيتية، والدواجن، والخضراوات والفاكهة، والحبوب، والمعكرونة، وزيت الزيتون.

إن من أهم الأسباب التي تجعل هذه الحمية حمية صحية، هو اعتمادها على الخضراوات بشكل أساسي، حيث إنه من المعروف في قوائم الطعام, أن الخضراوات تعمل على الحفاظ على مستويات السكر بشكل طبيعي ، هذا بالاضافة إلى احتواء هذه الحمية على الدهون الصحية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، والمكسرات، والأسماك الزيتية، مثل التونة والسالمون و السردين. كذلك لأنها تشتمل على الفواكه التي تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن, بالإضافة الى البيض والدجاج والحبوب والبقوليات واللحوم الحمراء التي توفر البروتينات التي يحتاجها الجسم.

ملاحظة: يجب على مرضى السكري، الانتباه إلى كمية الفواكه المستهلكة خلال اليوم.

تحتوي حمية البحر الأبيض المتوسط أيضاً على النشويات، مثل الخبز والمعكرونة الطازجة، والخضراوات النشوية, لكن في هذه المجموعة من المهم التركيز على كمية النشويات المتناولة، فهي تؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم. 

يمكن أن نخلص بالقول هنا ، إلى أن حمية البحر الأبيض المتوسط تتميز باحتوائها  على جميع المكونات الصحية للطبق الصحي, والذي يعتمد بشكل أساسي على الغذاء غير المصنع.

لماذا حمية البحر الأبيض المتوسط دون سواها؟  

بالعودة لما ذكرناه سابقاً في هذا المقال، فإن حمية البحر الأبيض المتوسط، تحتوي على الدهون الغير مشبعة المفيدة لصحة الجسم،  والتي أثبتت الدراسات أنها الأفضل لمرضى السكري، كذلك تحتوي أيضاً على الكثير من الخضراوات وتركز على الأطعمة غير المصنعة. فضلاً عن أنك تستطيع تناول ما تفضل من كل شئ، وذلك لأن هذا النظام الغذائي غير صارم, لذا لن تعاني من نقصان في الفيتامينات والمعادن في جسدك، بالإضافة الى التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتقليل ومنع الإصابة بالسكر من النوع الثاني .

واحدة من الدراسات التي تحدثت عن علاقة السكري من النوع الثاني مع حمية البحر الأبيض المتوسط، قامت بدراسة 322 شخص يعانون من السمنة  ومقاومة الإنسولين، 46 شخصاً منهم يعانون من السكري من النوع الثاني، حيث تم تقسيم الأشخاص إلى 3 مجموعات، إحداها مجموعة تتبع حمية قليلة الدهون، و الأخرى حمية قليلة الكربوهيدرات، والأخيرة تتبع حمية البحر الأبيض المتوسط.

لاحظت الدراسة أن المجموعة التي تتبع حمية البحر الأبيض المتوسط، قد سجلت تحسناً في قراءات السكر, وتمت ملاحظة تحسن في قراءات HbA1C، وانخفاض في مستوى الأنسولين ( مقاومة الأنسولين تسبب ارتفاع في مستويات الإنسولين ) في جميع الأنظمة, ولكن التحسن في مقاومة الإنسولين كان أكبر عند الأشخاص الملتزمين بحمية البحر الأبيض المتوسط.