أحلام شابة

Blog Image
  • Author

    هلا فايز

    تخصص علم الحاسوب
  • Date

    25 April 2019

في مرحله مبكرة  من طفولتنا، تعلمنا أن تلك الشجرة الناضجه ذات الثمار لم تكن يوما سوى بذرة ،نخبئها في الارض فنرويها حتى تنمو وتكبر, وبمرور الوقت تصبح تلك "المدفونه" شجرة عظيمه ! .

ولو أسقطنا هذا المفهوم على واقع أحلام طفولتنا التي حملناها بداخلنا منذ الصغر ووصلنا بها إلى مرفأ العشرينات، سنجد أن ثمه "بذرة" بداخلنا غرسناها منذ زمن آملين-بكل معاني البراءة في ذلك الوقت- أن نحصد نتيجة الغراس .

لكن حين تلتقي أحلام الطفوله وآمال المراهقه وتخطيط الشباب، ضد الواقع "الند" في هذه المواجهه ستجد أن الواقع -بكل أسف- قد يطيح أرضا بكل ما سبق .

لطالما كان جل أحلامنا هو التخرج من الجامعة بعد عناء السنين ورحلةٍ طالت أيامها, ليستقبل سوق العمل شهاداتنا الجامعية "حصاد الرحله" بحفاوةٍ وترحيب -كأقل تقدير- ،لكن كما قال المتنبي "ما كل ما يتمناه المرء يدركه"،في بعض الأحيان واقع ميدان العمل لا يتوافق وسقف طموحاتنا وأهدافنا ولا يلبي رغباتنا، ومع هذا وبمرور الوقت أدركنا أن الشعور بالإنجاز الحقيقي وتحقيق الذات يكمن بكيفيه التأقلم مع ما هو "متاح" والابداع فيه.

ولو ضيقنا النطاق و تحدثنا بصيغه المؤنث -على وجه التحديد- بالطبع لا تقتصر طموحات أي فتاه في مقتبل العمرعلى انهاء الرحله الجامعية والإنخراط في سوق العمل فحسب ! ، فبعد كل مرحلة تولد أخرى. وأعتقد أن مرحله انتظار "فارس الأحلام" هي الأكثر تعقيداً، مرحلة البحث عن ذلك الوسيم ذو الملامح الجذابة، الرومانسي، مصباح علاء الدين الذي سيحقق الأماني، مع كفاله مدى الحياة.

كل تلك المواصفات لا بد وأن رسمت بمخيلة كل فتاه في مرحلة ما، لكن مع مرور الوقت أدركنا أن متطلبات الحياه أوسع من أن تختصر في إطار شخص عليه أن يطابق المواصفات والمقاييس المتفق عليها في قانون الإناث .الحياة تحتاج لمن يشاركنا تفاصيلها بحلوها ومرها، لكتف نتكئ عليه، ليدٍ تشدّ على يدنا للمضي قدماً في مضمار الحياة، أدركنا حقيقة أن الأشخاص بجوهرهم لا بظاهرهم. .

في العشرينات ستجد أن النضوج بدأ يشق طريقه لعقلك، أفكارك ومبادئك ونظرتك للحياة، ستجد أن المسؤولية بدأت تثقل على كاهلك تدريجيا .ومن منظوري الخاص ووجهة نظري المتواضعه، أعتقد أن الأهم في هذه المرحلة أن نتعلم كيف نتخذ قرارتنا بحكمة وأن نتمسك بأحلامنا، فمهما بدت صعبة المنال إلاّ أن اﻹرادة والإيمان بالذات يبددان مفهوم المستحيل .

الحياة لا تعطيك كل شيء، وفي ذات الوقت لا تاخد منك  كل شيء! عليك فقط أن تتعلم اقتناص الفرص. وفي النهايه سأقول أن أحلامنا  ستظل تطرق باب الأمل وإرادتنا ستفتح الأبواب المغلقة عنوة، ما زال للحلم متسع ولا بد للسهم أن يصيب الهدف يوماً.