العجز عن الحياة - الجزء الثاني

Blog Image
  • Author

    وفاء السيد سليمان

    أخصائية نفسيًة ومستشارة أسريًة
  • Date

    21 June 2022

 

نستكمل حديثنا عن اضطراب العجز النفسي والذي يكون سمة أساسية من الاكتئاب المزمن والمستمر ، فننجد ان  الشخص المصاب بالعجز النفسي يكون عاجز عن اتخاذ القرارات لأنه یریـد الشـيء وضـده فـي الوقـت ذاتـه .

ويشعر الفرد بالعجز النفسي خاصة بعد الصدمات الحياتية  فحينها يشعر الفرد بالعجزعنـد مواجهتـه للحـدث الصدمي الذي یجعله غیر قـادر علـى ممارسـة أي تـأثیر أو سـیطرة علـى الموقـف ومن ذلك نجد أن أحداث الحرب والصدمات العنیفة والموت المفـاجئ هـي صـدمات تكـون فـوق طاقته مما تجعل الفرد یحس حیالها بالعجز تماما

حين يكون الفرد مصاب العجز النفسي  يتعــرض للإنزعاج الــذاتي بحيــث يكــون غيــر قــادر علــى التكيــف الاجتمـاعي ولا يكــون لديـه تقــدير معقــول للـذات ، ولا يعــرف كيـف يعطــي الحــب أو يأخـذه ،  انه في حيرة شديدة انه لا يعـرف مـا يريـد ومـا الـذي يختـار أو يتـركه ولمـاذا اختار هذا أو ذاك ولماذا تركهم ، وهكذا

فنجد ان نظام الحاجــات لديــه مضــطرب ومتــداخل ، فهــو لا يــدرك الحقــائق كما هي بل يدركها كما يريـد لأنـه لا ينظـر بواقعيـة إنمـا ينظـر مـن خـلال إطـار الحاجـة المشبعة  

دلالات العجز النفسي لدى الافراد

  • عجز الفرد عن  تأدية دور كما ينبغي وذلك بسبب  الشعور باليأس وفقدان الحالة النفسية.
  • العجز قد تراه في الشخص الذي يريد الشيء وعكسه في نفس الوقت حتى يتساوى الدافعان المتعاكسان مما يؤدي إلى عدم تنفيذ أي منهما  .
  • العجز من الممكن أن يبقى طول حياة الإنسان ولفترة زمنية غير محددة.
  • العجز يؤدي إلى عدم المقدرة على اتخاذ القرارات وعدم القدرة على وضع الأهداف وبناء الخطط وفقدان الحيوية وضعف في الطاقة وفقدان الثقة بالنفس ويتسم الفرد بالنظرة السلبية للحياة
  • العجز يؤدي إلى الشعور  بقلة الحيلة حيث يشعر أن عجزه من داخله ومن ذاته، و لا يمكن التخلص منه.
  • العجز يؤدي  بالفرد إلى عدم التكيف بالمحيط الاجتماعي والمهني  الذي يعيش فيه 

الوقاية  من العجز النفسي

يبدأ من الطفولة  ، لقد أوضح الباحثون أن علاج الأمراض النفسية في الطفولة والمراهقة يعتبر نوعاً من الاستثمار في الصحة العامة للمجتمع لاحقاً وأن الإيذاء النفسي للطفل يتعدى الأثر الوقتي ويؤثر بالسلب على كل مجالات حياته لاحقاً حتى تلك التي تبدو غير ذات صلة بالعامل النفسي مثل حالته المادية والاقتصادية  

وقد نصحت احدى الدراسات  بضرورة أن يتم توقيع الكشف الطبي على الأطفال من الناحية النفسية وعمل ما يشبه (المسح النفسي psychiatric screening) لمعرفة الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالمرض النفسي أو الذين يعانون بالفعل من متاعب نفسية ولكن يمنعهم الخوف أو عدم الوعي من الإفصاح عنها، خاصة الأطفال الذين يتعرضون للاعتداءات من أفراد أسرتهم أو من الأقران، سواء كانت هذه الاعتداءات جسدية أو جنسية وتشجيعهم على التحدث، وكذلك الأطفال الأكثر عرضة للتنمر بسبب مظهرهم (شكل الجسد أو لون البشرة أو عيب خلقي واضح)، وعلاجهم نفسياً، حيث إن العلاج المبكر هو الضمانة لحياة نفسية سليمة لاحقاً كبالغين ويمتد تأثيرها ليشمل المجتمع كله. 

إن آثار العجز المكتسب شاسعة وممتدة ومؤلمة، فهي تؤثر على كل الحياة التالية من حيث البيت والعمل والزواج والاطفال وتربيتهم ...

 

وان يصبح للفرد نموذجاً واقعيا  من الادراك  ويكون مركـزاً علـى الواقـع متقـبلاً لذاتـه وللآخـرين يركـز علـى المشـكلة بــدلاً مــن اعتبارهــا أو عــدها جــزءاً شخصــياً ، إنمــا هــي مشــكلة يــراد لهــا أن تحــل ،

يسعى دائماً الى تحقيق ذاته بوسائل عدة  وحقيق أقصى معدل من امكانياتهم ويصر على النجاح في الحياة العملية  ،  مع البعد عن المفاهيم السلبية للذات  والعمل على إعادة الاتزان  ، العمل على اشباع الفرد  لحاجاتــه الأساســية ولــو بشــكل جزئــي ..

ان الشخصية السـوية تتمثـل فـي القـدرة على التحكم فـي الـذات وتحمـل المسـؤولية وتقـديرها والتعـاون والقـدرة علـى الثقـة المتبادلــة ومســتوى الطمــوح والتنــوع فــي الأنشــطة وشــمولها لجميــع جوانــب الحيــاة. ثم  عليك بالآتي :  

ابحث دائماً عما يحفزك ويشجعك  ، ابتكر لنفسك حلولاً للتغلب على مشاعرك السلبية ، روح عن نفسك دائماً ، اقبل التغيير ،اخرج للهواء الطلق ، كل فترة اذهب في نزهة ، تعرف على أناس جدد ، ابحث دائما عن اسباب المشكلة  وقم بدراستها وحاول الوصول الى حلول  ، كافيء نفسك عن كل موقف تنجح فيه ، أوقف أي أذى قد تتعرض له  بأي شكل ، لا تستسلم أبدأً ، احرص على التأمل والرياضة 

لا تكن متشائمًا فالمستحيل سيبدو مُستحيلًا لأنك لم تعط الفرصة الكاملة للفوز.