مع تطور التكنولوجيا, ووجودنا ضمن هالة عصر السرعة, وتزايد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي, فقط ظهرت ظواهر اجتماعية وصحية تكاد أن تكون شراً لمن يركن لها في أبسط أمور حياته. ففي فترة زمنية قريبة كان المصدر الأول لمحرك البحث لدينا هو شبكة الانترنت, أو الغوغل, ثم ما لبث أن صار مصدراً ثانوياً بسبب وجود العلامات التجارية المختلفة التي تروج لمواقعها عن طريق طرح صفحات علمية أو صحية عبر مواقعها. لكن هل سألنا أنفسنا عن مصادرها العلمية إن كانت موثوقة أو عن خبرة كاتب المقال؟
ضمن هذه المؤثرات من مواقع مملوكة من علامات تجارية, ظهرت أيضا ظاهرة الاستشارات عبر مجموعات الأمهات أو السيدات, ضمن إطار الدعم أو الاستشارة, لكن تأثير هذه الاستشارات العامة على مواقع التواصل قد يكون لها تاثير صحي أو اجتماعي خطير. فمن يضمن لك عزيزتي /عزيزي السائل أن من يتم الرد عليك هو شخص واعي أو مدرك لحالتك الخاصة, هل ظروفه مشابهة لظروفك, هل هو من نفس الثقافة أو البيئة التي تنتمي لها, أو مستواه العلمي يرتقي لنصحك, أو أن له تاريخ أو ظرف لم يكن إيجابي فقد يحبطك بنصيحته كونه لم يتلق الدعم في تجربته السابقة.
من الناحية الصحية والطبية, هل يعقل أن أنتظر إجابة على سؤال طبي أو قرار طبي من الجمهور الذي قد تكون تجربته الصحية مختلفة تماما عن تجربتك, أن يكون تاريخك الصحي أو المرضي مختلف عن تجربته, خاصة في الاستشارات المرضية أو الدوائية.
من المهم جدا أن يكون السؤال عام للبحث عن خبراء ومختصين وليس لاستشارة الجمهور, كالسؤال عن التجربة بشكل عام وذكر كيفية التواصل مع أفضل طبيب, مركز صحي, خبير أو غيره. وممكن أن تكون الإجابات من الجمهور عامة وحيادية, وبصفة داعمة غير محبطة.
بالنسبة للإستشارات الدوائية أيا كانت بسيطة أو عامة كخافض حراره أو مسكن ألم, وجب تجنبها لكي لا نقع في المحظور, كحدوث حساسيات أو تضارب مع أدوية أخرى قد يكون السائل قد تناولها, عدا تاريخه الطبي, أو الجرعات المختلفة.
لا ننكر وجود الدعم المجتمعي , ولكن يفضل أن يكون عاماً وإيجابياً, ويوجه ضمن ما هو آمن وغير مخصص حتى نضمن عدم إيذاء السائل بدون قصد أو وعي.