عشّاق التفاصيل

Blog Image
  • Author

    هلا فايز

    تخصص علم حاسوب
  • Date

    25 April 2019

عادةً ماتؤرقنا تلك التفاصيل الصغيرة, أو التي تستصغر نفسها في نظرنا ! نحاول جاهدين ألا نلقي لها بالا, لكنها تأبى أن تسكن دون أن تفرض علينا تصويب جُلّ انتباهنا نحوها وتفشل محاولاتنا غالبا بقمع الاهتمام  بها.

ليس بالأمر المعتاد لدى الجميع أن تكون بعض "التفاهات" -في نظر البعض-  او صغائر الأمور هي محور اهتمام  لدى مدمني التفاصيل !  لا أحد يستطيع أن يرى "كل شيء"  كما تراه أنت!

لا يمكنك أن تفسر لأحد كيف يمكن لانتباهك ان ينساق لكل ما يدور حولك فأنت شخص - غالبا -لا ترضيك أنصاف الحلول -وان قبلت بها احيانا -، عميق النظرة تجاه اصغر الاشياء وأقلها وضوحا .

طلاء أظافر غير متناسق  قد يكون سبب مزاجك العكر في ذلك اليوم، ورساله صباحيّة غير متوقعه او قطعة شكولاته من نوعك المفضل قد تجعلك أسعد شخصٍ على وجه الارض !

ننظر للجزء المهمل من الأشياء حولنا، ما تغفل عنه أعين الجميع تبصره أعيننا وتشعر به احاسيسنا. هذه الفئه ذواقه لكل ما هو جميل وفي ذات الوقت تعاني من فرط الحساسيّه تجاه الكلمات والمواقف العابرة.

يصعب علينا خلق تلك الحاله من التوازن بين الشعور واللاشعور، عندما نحب ! نحب كثيراً وعندما  نتألم !  نتألم بالقدر ذاته ،كثيري العطاء ،شديدي التأثير والتأثر معا.

عشاق التفاصيل تعنيهم الإطراءات بشدة، ينتقون كلماتهم بعنايه ويتلقون كلماتِ وأفعال الآخرين بطابعِ اكثرَ أهميةً من غيرهم، تلفتهم الهدايا بأشكالها، لكن اكثر ما يستحوذ على اهتمامهم تلك التي قدمت بطريقه مفاجئة أو تلك التي غُلفت بطريقة اكثر جاذبيه من غيرها !

جميل أن تكون أصغر الامور وأبسطها قادرةِ على خلق شعورك العظيم بالسعادة. وان كانت بعض  الاشياء الجميلة لا تتكرر!  لكن هذا العالم المتقلب اللون, للأشياء الجميلة نصيب مما يزخم به .

 لا زال القلب يفيض حبّاً وشغفاً للتفاصيل المفاجئة التي تطرق قلوبنا خلسه وتضيء ما انطفئ بنا . خذ بتلك التفاصيل التي تستقوي بها على يأسك, كتلقي ابتسامه غير متوقعة او كلمة لطيفة عابرة أو موسيقى اخذت طريقها لأذنك لتعزف لحناً بقلبك دون استإذان أو صدفة تربك اتزانك.

دع عنك باقي المنغصات إن امعنت فيها !  ستتعب