إن لم تكوني "ميك اب آرتيست" فأنتي حتماً فاشنيستا!

Blog Image
  • Author

    هلا فايز

    تخصص علم حاسوب
  • Date

    25 April 2019

في الآونة الأخيرة بدأت تتخذ مواقع التواصل الإجتماعي منحى جديد، بدأت هذه المواقع التي صممت بالأساس كمنابر للتواصل و التعبير عن الرأي ونشر الأفكار والمعتقدات وتعزيز العولمة!

بدأت تتخذ صبغه استعراضيه! لم تعد تحمل ذات المفهوم الذي وجدت لأجله، حيث بدأت تتحول لمنصات استعراض بطريقة تثير حفيظة البعض. أصبحت المكان والملجأ الذي يهرع إليه الكثيرون من رواد هذه المواقع لنشر صورهم بأحدث صيحات الموضه من مقتنايهم الخاصه بالملابس أو السيارات و غيرها الكثير. ولم تقتصر هذه "الموجة" على نشر لمثل هذه النوعيه من الصور فحسب بل الأمر تخطى ذلك بكثير, حيث أصبحت حسابات العديد من  الأشخاص-  ممن تسلقو ظهر الموجه- المكان الذي يعرضون فيه تفاصيل حياتهم اليوميه!  الأمر الذي دخل حلبه التنافس من أوسع الأبواب، واصبح مقياس شهرتك وشعبيتك يتلخص بقدرتك  التخلي عن خصوصيتك و مشاركه  أدق التفاصيل في حياتك الخاصه والشخصية مع متابعيك من رواد هذه المواقع .

ولو خصصنا الحديث عن فئة محددة .. فالفتيات أهم الفئات المتسلقة والتي لم تسلم من هذه الموجة. فوجود هذه المنصات التي تتمتع بقدر عالي من الانفتاح وسرعه الإنتشار تنقرعلى أهم الاوتار الحساسه لدى كل انثى، ألا وهو حب الظهور بأجمل إطلالة،التي تتضمن صورهم الشخصية بأحدث صيحات الموضه من الملابس والإكسسوارات ومساحيق التجميل. فمثل هذه المواقع هي المكان الأمثل لبعض الفتيات لإستغلال هذه المساحه المفتوحة على مصراعيها لأن تصبح "فاشنيستا" الأمر لم يعد صعبا البته! كل ما تحتاجينه كفاشينيستا هو كميه من الملابس موثقة بشعار أشهر العلامات التجارية، وكاميرا وحساب على مواقع التواصل الإجتماعي. من ثم ابدأي بنشر الصور خاصتك بسخاء على حساباتك الإلكترونيه، وكلما زاد حجم تداول هذه الصور كلما اتجهتي نحو نيل لقب "الفاشينيستا" أو أيقونه للموضه بوصف أدق.

وإن لم تكوني ممن تشملهم هذه الفئة فأنتي غالباً من الفئة الأخرى التي تنافس بشراسه في منصات التواصل الإجتماعي ألا وهي فئة "الميك أب آرتيست".حركتنا الروتينية يومياً على حساباتنا الإلكترونية مؤخراً بدأت تخلق لنا حاله من القلق الشديد حيال أهميه وضع كريم الأساس على الوجه بالفرشاة الامثل لذلك، أو طريقة تثبيت أحمر الشفاه لأطول مدة ممكنه، أو تركيب رموش اصطناعية لنبدو أكثر جاذبية!  وجود هذا الكم الهائل من الفيديوهات المنتشرة بلا عدد يحصى من ذات المحتوى الذي يستعرض فتيات يقمن بتطبيق مستحضرات التجميل على وجوههن بدافع تعليم الطريقة المثلى لوضع"الماكياج" يجعلك حتماً تشعر بالقلق حيال الموضوع ! 

هل بات تلطيخ الوجه بهذه المستحضرات أمراً مؤرقاً يتطلب هذه الكم ممن جعلو من أنفسهم "خبراء تجميل" يملؤون صفحات المواقع بذات المحتوى ؟! أظن أن التجوال في صفحات المواقع في الفترة الاخيرة بات يشعرك ب كمية الابتذال فيما يعرض أمامك رغما عنك .

فالأمر لم يعد يقتصر على مشاركة الافراد يومياتهم المختلفه  أمام ملايين المتابعين؛ بل بدأ يتحول لمنصة ترويجية دعائية بحته هدفها جذب عملاء الكترونياً عن طريق الترويج لعلامات تجارية وشركات تنتقي الأفراد ذوي الحسابات الأعلى مشاهدةً ومتابعه من قبل الاشخاص حول العالم بهدف تحصيل أعلى الأرباح .

وإن لم تكن من هذه الفئه او تلك!  فأنت ممن لا مكان لهم في عالم" الاستعراض الهزلي" ولا نصيب لهم من الشهرة . فغالباً أنت ممن يتابعون هذه الموجات بصمت ويكتفون بنشر النكات المضحكة  ومنشورات بائسة تندب الحظ فيها وتلعن الواقع.