يوميات معلمة روضة - الحلقة السادسة

Blog Image
  • Author

    حنان شبيطة

    معلمة روضة - منتيسوري
  • Date

    25 April 2019

منذ بداية العام الدراسي جاءت طفلتي تالا مع والديها إلى الروضة, كان واضحاً كم كانت خجولة ومنطوية على نفسها. دخلت الصف, وبعد مغادرة والديها بدأت بالبكاء الصامت! حاولت تهدئتها وطبعاً قد مرّ وقتٌ حتى تتوقف عن البكاء, ولكن كان دمجها مع المحيط ليس بالشيء السهل! فهي ترفض الكلام معي تماماً.

في بداية الأمر اعتقدنا أن تشجيع تالا على الكلام وعلى التفاعل داخل الصّف لن يستغرق أكثر من أسبوع, لذلك أوليتها اهتماماً خاصاً حتى أُشعرها بالأمان بالدرجة الأولى ومن ثم اعتقدت أنها ستنطلق بعدها بالتحدث والتفاعل مع المحيط. ولكن ظني لم يكن في محله! كانت تالا مصرّةً جداً على عدم الكلام, حتى عندما كانت تريد الذهاب إلى الحمام لم تكن تطلب ذلك ولكن كنت ألاحظ التوتر عليها وكنت أفهم من لغة جسدها أنها تريد الذهاب فأرسلها مع المساعدة بسرعة.

خلال هذه الفترة تواصلت مع والدتها من خلال الكتابة على المفكرة المدرسية وأكدت لي أنها تتحدث بطلاقة داخل المنزل! كنت حريصةً جداً أنه في كل درس أعطيه لطلابي أن أوجه لها الأسئلة بالرغم من عدم تفاعلها معي وبالرغم من تشجيعي الدائم لها. كانت طفلة مطيعةً جداً في كل شيء بإستثناء موضوع التحدث معي فكانت ترفضه تماماً.

في يوم جلستُ أفكر في نفسي وأراجع كل محاولاتي مع تالا! فلاحظت كم كنت لطيفةً وصبورةً معها, وبالطبع فهذا مايجب أن تقوم به كل معلمة مع أطفالها, ورغم ذلك لم أستطع اقناعها بالتحدث, فأين الخلل؟! فلا بد من وجود مفتاح لكل طفل ولابد من حل.

مرّ شهران كاملان ومازالت تالا تجلس صامتةً طوال اليوم مع تفاعل بسيط جداً داخل الصّف مثل تشجيعها على الكتابة على السبورة, أو الكتابة بخجل على كراستها, وحتى وقت اللعب كانت تتمشى بين صديقاتها بخجل دون إبداء أي رغبة باللعب مثل باقي الأطفال.

وفي يوم وخلال وقت الإستراحة, لمعت فكرة في رأسي وقلت لنفسي" قد تكون فكرة لإخراج تالا من صمتها الطويل" تحمست للفكرة وذهبت مسرعةً لغرفتي الصفيّة. دخلت الصّف وأظهرت الكثير من الجديّة على وجهي, طلبت الصمت والإنضباط من جميع الأطفال, فأستجاب الجميع. نظرت مباشرة إلى تالا بجدية وحزم وقلت لها: " تالا, اجمعي أشياءك واحملي حقيبتك سوف تنتقلين إلى صف آخر الآن والسبب هو أنك ترفضين التكلم معي, هيا استعدي"! ارتسمت علامات الذهول على وجه طفلتي المسكينة, راقبتها بدقةٍ كبيرةٍ وهنا كانت المفاجأة......بتبع

ملاحظة: القصة مأخوذة من أحداث حقيقية ولكن تم تغيير الأسماء إحتراماً لخصوصية الأطفال.