يوميات معلمة روضة - الحلقة السابعة

Blog Image
  • Author

    حنان شبيطة

    معلمة روضة - منتيسوري
  • Date

    25 April 2019

ارتسمت علامات الدهشة و الذهول على وجه طفلتي تالا، نظرت الي بإستغراب ووقفت و لكنها لم تعرف كيف ستتصرف، كنت مدركة تمام لكل الأفكار و الأسئلة التي تدور في رأسها و كان عليّ أن أنتظر حتى أرى ردة فعلها لما قلتة. أعدت عليها نفس الطلب:" تالا اجمعي أشياءك سوف تنتقلين الى صف آخر اذا لم تتحدثي معي". جاءت تالا بخطوات غير واثقة اليّ، سألتها مباشرة "ما اسمك ياصغيرتي؟" قالت بخجل شديد "اسمي تالا"!

ضحكت من قلبي, ضحكت بفرح شديد! عانقت طفلتي تالا بحبٍ كبير، فلقد ربحت الرّهان و اخيراً سمعت صوتها الذي صمت لمدة شهرين كاملين، أثبت لنفسي كمعلمة أن استخدام استراتيجيات مختلفة هو أمر ضروري في بعض الأحيان.

ابتسمت لها و قبلتها، قلت لها:" هل تعرفين أن صوتك جميلٌ جداً يا صغيرتي" ، ابتسمت تالا لي بعد أن شعرت بالأمان و قلت لها أنا حبك جداً و لن أنقلك الى أي صفٍ آخر، عودي إلى مكانك و استمتعي مع أصدقائك.

فعلاً و الحمدلله بدأت تالا تظهر لنا شخصيتها الحقيقية يوماً بعد يوم ، فلقد كُسر حاجز الخجل و حلّ مكانه شعور بالأمان.

انه وقت طعام الأطفال، كان كل الأطفال مشغولين كالعادة بأكل طعامهم و التحدث مع بعضهم و كنت أتجول بينهم كما تعودت، صرخ معاذ وقال : "مس....مس تعالي و ساعديني!" ذهبت عنده و قلت له:"ماذا حصل؟" قال معاذ:" يامس يريد غيث أخذ طعامي مني و أنا لا أريد اعطاءه".

نظرت الى غيث و قلت له هل يجوز أن نأخذ طعام غيرنا بدون اذن؟ قال لي:" نعم يجوز"، قلت له بعد أن فاجأني اصراره و ثقته الواضحه بعينيه :"لا ... لايجوز يجب عليك أن تستأذنه قبل ذلك". حولت نظري الى معاذ و قلت له : "إن غيث يستأذنك بأن تعطيه قطعة من التفاح من عندك هل توافق؟" للأسف لم يوافق معاذ على مشاركة غيث الطعام و ذللك لأنه تعرض للمضايقة من غيث.

عندما سمع غيث عدم موافقة معاذ على مشاركته الطعام و قبل أن أتدخل لاقناع معاذ ليشارك صديقه، قال غيث و بكل ثقة:" خلص يا مس سوف أسرق منه الطعام اذا لم يعطيني!"

اهتزت اذني لما سمعت و نظرت بدهشة كبيرة الى غيث ....يتبع

ملاحظة: القصة مأخوذة من أحداث حقيقية ولكن تم تغيير الأسماء إحتراماً لخصوصية الأطفال.