ضغط الدّم والعادات الصحية للمحافظة على سلامته

Image_not_found
  • Author

    د. سهى أبو خلف

    طبيبة مقيمة أمراض باطني ، مستشفى جامعة ميسوري كولومبيا.
  • Date

    05 January 2018

إن الضغط الذي يمارسه الدم على جدار الوعاء الدموي يسمى ضغط الدم، وإرتفاع هذا الضغط المزمن يؤدي إلى مرض إرتفاع ضغط الدم. يعرف ضغط الدم بقيمتين, القيمه الانقباضيه و القيمه الانبساطيه، تنشأ الأولى نتيجة إنقباض عضلة القلب أما الثانيه فهي قيمة الضغط في الشرايين الدمويه أثناء انبساط القلب؛ فمثلاً 120/70 : 120 الضغط اﻹنقباضي ، و 70 الضغط الانبساطي.

لماذا نولي هذا المرض مساحةً كبيرةً من الإهتمام؟

ﻷن اﻹرتفاع المزمن لضغط الدم من دون علاج يؤدي إلى زيادة الجهد المبذول من عضلة القلب لضخ الدم, مما يؤدي مع الوقت إلى تلف العضلة لا سمح الله، وإلى نقص الترويه تباعاً لعدة أعضاء مما قد .يؤدي إلى جلطة قلبية أو جلطة دماغية أو قصور في وظائف الكلى

في معظم الأحيان يعتبر هذا المرض أساسيّ, اي لا وجود لسبب معين نتيجة لتداخل عدة عوامل متضمنه التاريخ العائلي  ، الظروف البيئيه المحيطه والجينات. على عكس النسبة اﻷقل التي توعز ﻷسباب مختلفه منها ما يتعلق بالكليتين أو الهرمونات أو اﻷوعية الدموية. لجعل اﻷمور أكثر عملية للطبيب و المريض، تم تقسيم مستويات ضغط الدم إلى التالي:

  • المستوى الطبيعي أقل من 120/80
  • المستوى المرتفع ما قبل المرضي من 120-129 / أقل من 80
  • إرتفاع ضغط الدم المرضي المرحله اﻷولى 130-139 / 80 - 89
  • إرتفاع ضغط الدم المرضي المرحلة الثانية أكثر من 140 / 90

إن ما يجعل هذا المرض خطر أكثر من غيره هو كونه يعمل بصمت، ويؤثر و يغير بلا أي أعراض أو علامات في المراحل اﻷوليه. آخر اﻹحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت ان حالياً 46% من الكبار الذين تتجاوز أعمارهم ال 18 عاماً يعانون من إرتفاع ضغط الدم المرضي، و حوالي نصفهم فقط مسيطرون عليه في مستويات منخفضه مستقرة. إذاً فعلاً هذا المرض يشكل خطراً كبيراً على المجتمعات واﻷفراد. و لذلك هنالك عدة قواعد وضعت لتنظيم التحري عن هذا المرض تعتمد على السن و الوزن و العرق  وأخرى.

لذا لنبدأ السير نحو اﻹتجاه الصحيح؛ البوصله تشير إلى عدة عادات سليمةً وصحيةً ننصح بأن نضمنها في أسلوب حياتنا اليومي  :

  • التقليل من كمية الملح في الطعام ﻷقل من 3 جرامات يومياً.
  • المحافظه على تناول غذاء غني بالخضراوات و الفواكه وفقير بالدهون خاصةً المشبعه منها.
  • المحافظه على وزن الجسم ضمن الحد الطبيعي فتقليل الوزن بمقدار 10 كغ يساهم في إنخفاض قيم الضغط من 5-20 درجه.
  • التوقف عن التدخين.
  • ممارسه الرياضه على اﻷقل نصف ساعه معظم أيام اﻷسبوع.

هناك عوامل مختلفه سيأخدها طبيبك في عين اﻹعتبار عند اتخاذ القرار بإعطائك أدوية للضغط منها مستوى اﻹرتفاع و العمر، واﻷمراض  المصاحبه اﻷخرى. من اﻷشياء التي لا أنساها في دراستي الجامعيه؛ طبيب اﻷعصاب ومدرسنا الذي جعلنا ندرك أهمية هذا المرض ونحن نراه يفحص ضغط الدم بنفسه لكل مريض قادم للعياده مردّداً ومكرّراً مَكر هذا المرض القاتل الصامت.