تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال

Blog Image
  • Author

    سحر الخطيب

    مدربة حياة معتمدة من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    28 March 2019

تقول أحد الأمهات : ظهرت على ابنتي ذات الثمانية سنوات أعراض لم أكن فخورة بها فقد ازدادت عصبية  وعناداً و تذمراً من و على كل شيء حرفياً. ثم امتدت هذه الأعراض إلى جسمها فصارت تشتكي من الصداع و وجع في قلبها و بطنها و عيونها و عرضتها على الأطباء الذين أجمعو أنها بصحة جيدة. بعد ذلك صارت تقول لي أنها تحس بعصبية شديدة تجعلها ترغب في ضرب أي شيء حتى لو كان الحائط. وفي المدرسة تراجعت دراسياً و كانت كثيرة الشكوى من الطلاب و ليس لديها أصدقاء, باالإضافة الى أنها  كانت تذهب الى العيادة بشكل شبه يومي تشتكي الأوجاع المختلفة لتقنعهم وأمها أنها يجب أن ترجع للبيت.

التقت الأم بمعلمة ابنتها التي كانت مهتمة  جداً و لاحظت هذه التغييرات و قالت للأم : "أظن أنه عليك أن تهتمي  و تركزي على ابنتك عاطفيً"ا. تقول الأم  و هنا كانت صدمتي بأنني قد أكون مسؤولة عما يحصل فقررت أن أهتم بابنتي أكثر و أتدارك تقصيري. قرأت كثيراً عن تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال, وضعت خطة و بدأت بتنفيذها. اختصر خطتي بخمس كلمات: اسمحي, تفهمي, اسمعي , دربي ,والعبي  و هذه هي تفاصيلها:

اسمحي:اسمحي  لإبنك او ابنتك أن تعبر عن مشاعرها حتى لو كانت سلبية مثل الغضب و اياكي أن تحاولي أن تمنعيي حدوثها  بعبارات مثل عيب أنت بنت كبيرة لا تبك!. لأنك عندما تحاولي قمعها تصبح أقوى .اسمحي لابنك أن  ينفس عن مشاعره و علميه أن وجود هذه المشاعر طبيعي ولكن غير المقبول أن نجعلها عذراً للتخريب و الأذى. تقبلك لهذه المشاعر ستجعله يتقبل نفسه و مشاعره مما يسمح له بالتعبير عنها و تنظيمها و معرفة كيفية استخدامها.

تفهمي : عندما يتحدث معك ابنتك أو ابنتك تفهمي و تعاطفي مع مشاعره سواء كانت سعادةً أو  حزنا" أو تفاؤلًا أو احباطاً. أشعريه أنك ترين ما يرى و  تذكري أن هذا لا يعني أنك توافقين عليه. بامكانك أن تفعلي ما ترينه مناسباً و في نفس الوقت تتعاطفي و تتفهمي مشاعره مثل: "حبيبي أنا أعرف أنك تريد أن تسهر معنا و لكن حان وقت النوم يجب أن تنام". احساسه أن هناك من يتعاطف معه سيهدئه و يطمئنه مما سيساعده على أن يهدئ نفسه بنفسه في المستقبل, ملكة تعاطفه مع الاخرين.

اسمعي: عندما يقول لك ما حدث معه كوني موجودة بالكامل و اسمعي جيدا لما يقول و قاومي رغبتك في النقد و توجيه الأحكام بما كان يجب عليه فعله. اشعري ابنك أنك المكان الآمن ليشركك أفكاره فهذاه سيحسن صحته النفسية و الجسمية.

دربي: دربي ابنك على أن يحل مشاكله بنفسه, فعندما يأتيك بمشكلة تعرض لها ساعديه أن يحلها بنفسه عن طريق طرح أسئلة عما يمكنه فعله و اجراء عصف ذهني للحلول الممكنة.

العبي: انزلي لعمر ابنك و العبي معه بالالعاب التي يحبها سواء كانت جسدية أو ذهنية, و خصصي وقتاً مميزاً له وحده ولو كان خمس دقائق يومياً و ليكن هذه الوقت لكما وحدكما و اتفقو مسبقاً عما يمكنكما فعله سوياً.

تقول الأم تطبيق هذه الخطة 20% من الوقت كان كافيا لأن  تنجح بشكل مذهل و تغيرت ابنتي للأفضل و اختفت الأعراض و التصرفات الغريبة و أصبحت أهدأ و ألطف و توقفت الشكاوي المدرسية و تميزت دراسيا.