الفجوة بين الآباء والأبناء

Blog Image
  • Author

    هلا فايز

    تخصص علم حاسوب
  • Date

    25 April 2019

الفوارق الزمنيه بين الأجيال المتعاقبة التي تحكمها تقاليد وعادات متعارف عليها وثقافه سائدة لدى الفئات العمريه المحصورة في كل درجة من درجات السلم الزمني لطالما كانت محط صراع بين ابناء الجيل الواحد ومن يليهم من أجيال صاعدة.

فلكل فترة زمنيه  متطلبات مختلفه عن غيرها تفرض على أبناء الجيل الواحد طريقة تفكير وأسلوب حياة لا يتماشى الا وتلك الفترة التي قد تترواح ما بين عقد أو عقدين من الزمن لا أكثر.

فكرة تقبل اختلاف الثقافات ومتطلبات العصر بين ما اعتاد وتربى عليه الأباء و ما يستحدثه عصر الأبناء ليست بالأمر السهل، الخروج عن المألوف واستحداث عادات وتقاليد مغايرة لما نشأ عليه اباؤنا "احياناً"  يعد تعدٍّ صارخ على المبادئ والقيم في  نظر البعض .

وعند الحديث عن هذا الأمر فغالباً ستقوم مخيلتنا بإستحضار المشهد الذي لم يغب عن البيوت على مر الأزمان وهو ذات المشهد الذي يصور لنا حاله الصراع والنقاش الحاد والمحتدم بين الأب أو الأم وابنائهم حول الأمر الطبيعي والاعتيادي في نظر الابناء وبين الأمر المرفوض والذي لا محل له من النقاش والقبول عند الاباء .

صراع الاجيال أو الفجوة الثقافية  بين الاجيال أجدها توازي  اي اختلاف وجهات نظر بين طرفين, واختلاف وجهات النظر بين نظيرين حالة مشروعه وصحيّة لكن تحول الاختلاف ل "خلاف" هو الأمر الذي يخلق حالة التأزم ويعرقل فكرة تطور المجتمعات، فنحن كمجتمعات وأسر شرقية عربيّة بحاجة ملحة لتعزيز  ثقافه التقبل وقبول الاخر واستيعاب وجهات النظر المختلفة .

لكل فترة أو عقد من الزمن -على أقل تقدير- متطلباات تفرضها طبيعة الحياة والمستجدات التي اصبح من الصعب مجاراتها في ظل عصر السرعه والتقدم التكنولوجي والعولمه، الأمر الذي ساهم في حالة الارتباك واتساع الفجوة بين الاباء والابناء.

الانسان بالنهاية نتاج ما نشأ واعتاد عليه لكن بمرور الزمن بدأت تتلاشى فكرة التمسك بنمط يحدد طباع وطريقة تفكير محددة تحت مبدأ الولاء للعادات والتقاليد، وهذا لا ينفي اهمية بعض العادات وقيمتها ولا يعني التجرد من كل المبادئ التي نشأنا عليها، فلا تزال هذه العادات والتقاليد هي السمة التي تعطي الطابع الذي يميز كل مجتمع عن الاخر .

لكن الامر بات يحتاج لأخذ الامور بعقليه اكثر مرونه وتفهم الآباء لضرورة مجاراة ومواكبه تطورات العصر واستيعاب فكرة التغيير -الايجابي- وتقبل الثقافات المستجدة طالما انها ضمن الأطار الذي لا يخل بالعرف والدين ،وفي المقابل على الأبناء ايضا اتباع نهج محدد بالأسس والأساليب المشروعه التي تساعد في مواكبة تطورات العصر تحت مظلة المبادئ والقيم -الايجابية- والدين.