يوميات معلمة روضة - الحلقة الحادية عشر (أنا وطفلي)

Blog Image
  • Author

    حنان شبيطة

    معلمة روضة - منتيسوري
  • Date

    11 June 2019

كم كان جميلاً ذلك الشعور الذي غمر قلبي في ذلك اليوم الذي ذهبت فيه انا وطفلي الى العمل يداً بيد ، فأنا ذهبت الى عملي كمعلمة روضة و طفلي ذهب معي كطالب في نفس الروضة، بالنسبة لي كانت الصورة مكتملة فالأم و طفلها معاً في مكانٍ واحد، فلا داعي لأن أقلق عليه أو أفكر فيما يحتاجه فهو معي في نفس مكان عملي و لكن في صف غير صفي.

بدأ اليوم الأول بحماس كبير من كلانا، فبعد أن وصلت أخذت طفلي "حمزة" الى صفه و عرّفته على معلمته، وطلبت منه أن يستمتع بوقته و بأن يستمع لكلام معلمته، و طبعا وافق بحب كبير على كلامي، قبلته و ذهبت الى غرفتي الصفيّه لأباشر عملي مع طلابي.

كنت أشعر براحة كبيرة لأن حمزة بجانبي فلايوجد سبب لأقلق على شي في غيابي عنه. مر وقت ليس بطويل و كنت قد بدأت أنهمك بالعمل فهو اليوم الأول، فجأةً فتح باب الصف بعنف، ارتعشت يداي من المفاجأة التفت الى الباب و سألت من هذا؟

انه طفلي حمزة ، قلت (ماذا حصل معك يا صغيري ؟)

جاء اليّ مسرعاً باكياً و قال : (ماما أريد أن أبقى معك! )

نظرت اليه وقلت : (لماذا ياصغيري ؟ ألست سعيداً في صفك ؟)

قال بسرعة و بدون تفكير: ( الصف غير جميل أريد البقاء عندك ؟)

نظرت اليه بعد أن أخذت نفساً عميقاً، فرأيت طفلاً غاضبا يشد بقوة على يدي و يصرخ بصوت مرتفع ( أريد أن أبقى معك !)

طبعا كمعلمة خبيرة بأطفال الروضة قلت داخل نفسي هذا وضع طبيعي، فمعظم أطفال الروضة يرفضون المعلمة التى ستحل مكان الأم بالنسبة لهم .

أقنعت نفسي بأن هذا هو السبب الرئيسي لغضب طفلي و قلت بأن الوقت و التعود سيحلان الجزء الأكبر من المشكلة و أن مجهود المعلمة هو الجزء الثاني لحل مشكلة حمزة.

انتهى اليوم الأول و عدت الى البيت مع طفلي و أنا أشعر باحباطٍ في داخلي حاولت أن أخفيه حتى لايسيطر عليّ، و ذلك لأنني بدأت أقلق على حمزة بشكل لا ارادي، و لأني رسمت صورةً ورديةً لوجوده بجانبي و لكن للأسف لم يكن اليوم الأول كما تخيلت.

أخذت نفساً عميقاً و أزحت التشاؤم عني و قلت غداً سيكون أفضل. جاء اليوم الثاني و ذهبت مع طفلي بحماسٍ جديد و لم يغب عني التحدث معه طوال الطريق عن الروضة و جمالها، و لكن لم أجده متحمساً فبدأت أقلق من جديد !

دخلنا الروضة ، قبّلتُ طفلي و طلبت منه التوجه الى صفه و هنا كانت المفاجأة، صرخ في وجهي و قال : (لا أريد.... لا أريد أن أذهب الى أي مكان ، أنا لا أحبهم و أريد البقاء معك ).

نظر جميع من حولي اليّ باستغراب لا يخلو من انتقاد و كأن عيونهم تقول هل يعقل أن لا تستطيع هذه المعلمة الخبيرة بالتعامل مع الأطفال أن تتعامل مع طفلها الصغير ...!

و هنا بدأ التحدي الذي لم أتمنى يوميا أن أكون طرفا به ........... يتبع