قوة العقل والفكرة

Blog Image
  • Author

    هلا فايز

    معلمة حاسوب
  • Date

    11 June 2019

من الأمور الهامه والخطيرة التي في الواقع لا نعيرها اهتماماً في حياتنا اليومية هو ما يجول في خواطرنا.  ما يدور في رأسنا من افكار وحديثنا الداخلي مع انفسنا. تأثير الافكار التي تجوب مخيلتنا منذ نهوضنا من السرير صباحاً وحتى العودة اليه مساءاً قد يبدو غير ملحوظ الكلمات المأسورة بداخلنا التي نخاطب بها ذواتنا, .قناعاتنا ومشاعرنا الغير ملموسه التي نحملها في اللاوعي لكل منا هي المسؤوله عن رسم شكل الواقع الملموس الذي نعيش .

كيف يمكن لفكرةٍ أن تتحكم بواقعنا وتتحكم بمجريات الاحداث من حولنا ؟

من الغير مألوف ان ينتبه الإنسان للكلام الذي يحادث به نفسه أو يفكر باستراتيجية نموذجيه لحواره مع نفسه. الأمر قد يبدو ساذجاً للوهلة الاولى لكنه ذو تأثير خطير بشقيه الإيجابي والسلبي.

علمياً, عقل الإنسان ينقسم لقسمين: قسم يسمى العقل الواعي وهو المسؤول عن تصرفاتنا و حديثنا و مايصدر عنا من أفعال وأقوال.  والقسم الاخرهو العقل اللاواعي او ما يسمى بالعقل الباطن, وهو مخزن الذكريات ومركز الطباع والسلوك المسؤول عن الخواطر والاحلام .

المثير للإهتمام بخصوص ما ذكر أن العقل الباطن- وهو المتحكم بما يصدر من العقل الواعي -نستطيع برمجته,إن صح التعبير,بالطريقة التي نريد. العقل الباطن او اللاوعي هو المكان الذي يخزن فيه كل ما نؤمن به ونعتقده وكل انطباع تشكل لدينا حول الاشياء من حولنا ؛يمكننا عن طريق استخدام اسلوب التكرار أن نعيد صياغته، مثل تكرار كلمات معينه نود أن نقنع أنفسنا بها -حتى وان كانت لا توافق المنطق- ترديد كلمات من شأنها أن تدفعنا نحو تحقيق اهداف قد تبدو منطقياًّ مستحيله. وهذا يعيدنا لنقطه البدايه التي تحدثنا عنها وهي أهميه الإنتباه لما نردده بداخلنا وما نحادث به أنفسنا .

على سبيل المثال, لو أردت أن تتقدم لإختبار ما فتأكد تماماً بأن قناعتك ويقينك الداخلي بما ستكون عليه نتيجتك او ما سيكون عليه اداءك قبل خوض الاختبار سيتحكم بشكل كبير بما سيؤول عليه حال الاختبار في الواقع, و لو ايقنت الفشل في داخلك فعقلك سيعمل بشتى الطرق التي تحقق لك ما آمنت به مسبقاً. ولو أيقنت العكس فسيقوم عقلك بتعزيز نقاط القوه لديك لتحقق النجاح .

الأمر ذاته ينطبق على علاقتنا بالله, تستطيع ان تطلب من الله ما تريد وان تدعوه بما شئت لكن الإجابة على قدر اليقين, لذلك يعد اليقين بالله وأن الله قادر على كل شيء شرعاً من أهم اسباب الاستجابه .

مخاطبة النفس بالكلمات المحفزة البناءة كتكرار لكلمه "انا استطيع " "انا قادر على تحقيق ما أريد " يساعد عقلك الباطن على اطلاق الطاقه الكافيه التي تدفعك نحو تحقيق اهداف ، فالعقل الباطن يعمل على جذب الأحلام والأهداف التي آمنت بها, وهذا الإيمان واليقين لا يتحقق الا بالترسيخ العميق لأفكار تعمدت على تكرارها بعقلك ومخيلتك لتنال ما تطمح إليه .

الاهتمام والعنايه بطريقة التفكير الخاصه بنا تنعكس على ما يصدر منا وتصنع منا ما نحن عليه في واقع الحال، لذلك من الجيد أن ننتهج استراتيجة لحواراتنا الداخليه وأن نعيد برمجة قاموس الداخلي بالمفردات التي تخلق لدينا الثقة والاندفاع نحو تحقيق طموحاتنا. فللعقل الباطن وقوة الخيال القدرة على تجسيد الفكرة واقعاً .

كن عظيما في عين نفسك, توقع الافضل دائما و توكل على الله. وكما يقال "تفاءلوا بالخير تجدوه " و "استبشر خيراً لتجد الخير" .