إجتماعٌ مدرسيّ

Blog Image
  • Author

    حنان حجازي

    معلمة تربية فنية
  • Date

    27 January 2019

إنَّه طابور الصباح, المشهدُ  الذي يتكررُ كل َيومٍ في هذا المكان و دائماً  ما يبدأُ ببعضِ من التعليمات التي ُأذكّر طُلابي بها, وهي يجب احترام النظام والقوانين والإلتزام بالزيّ المدرسي ومن يخالف ذلك سيُعاقب!  فيسمعون كلماتي جيداً, فمنهم من يُلقي النُّعاس خلفه ومنهم من يُوقف حقيبتَه بجانبه, ومنهم من يُنهي وجبة إفطاره فيخفي ما تبقى منها في جيبه

  ويبدأ الطابور ببعض التمارين الرياضية التي لا نُفكر بتغيرها,  ثم يصدح ُصوت الإذاعةِ المدرسية ليصمُتَ الجميع. أنظرُ أمامي فأجدُ زميلتي تبادلُني الابتسامات كوجبة ٍسريعة تساعدنُا على تحملِ مشقّة العمل.  وينتهي الطابورُ  بإعلان المديرة عن اجتماعٍ في نهاية الدوام! يبدو أن هناك تعليماتٍ جديدةٍ وبعض التجارب والنظريات التربوية التي سنطبقها في هذا العام, ومن المؤكد أنها ستزيد من  أعباءِ العمل علينا.

وجاء موعدُ الاجتماع الذى حملنا له مشاعرنا الباردة, وأبلغتنا المديرةُ ببعض التغيرات التي أزعجتنا قليلاً، وارتسمت  على ملامحِنا علامات ِالاعتراض دون أن نعترض طبعاً! فقد قررت إدارةُ المدرسةِ أن تختارَ الطلبةِ الذين لا يُتقنون  الكتابة َوالقراءة جيداً  وتضعهمُ في صفٍ واحدٍ يـُطلقُ عليه "صف ُالأمل" . كان الهدف من هذا البرنامجِ هو تمكين الطالب ِمن القراءةِ والكتابةِ جيداً وذلك بمضاعفة ِحصص اُللغة العربية. تذمر  الجميع من هذا القرار الذي سيؤدي إلى مضاعفة جهودهم وتأخيرهم ساعة بعد الدوام، مما يزيد من أعباء العمل عليهم وعلينا!

 كان نصيبي أنا معلمة التربية الفنية أن أذهب إليهم أولاً! ذهبتُ  وأنا أحمل بعضاً من مشاعر الاستياء التي أصبت بها من عدوى الكلام. لم أحمل لهم ابتسامتي التي تُرافقني في كل حصة, لم أُخبئ لهم الحب في قصصي، بل دخلتُ وأنا أحملُ لهم بعض التعليمات الجادة كأنّي أُعاقبهم  على ضعف تحصيلهم . وبدأنا نرسمُ ونلون سوياً, واقتربت منهم أكثر وأكثر, وتعالت ضحكاتهم البريئة، ورأيتُ ابتساماتهم تلون هذا المكان، وتزهو لتُخرج المواهب من بين أياديهم  الناعمة  التي لا تُجيدُ كتابة الحروف لكنَّها ترسمُ جمالا ًيُساوي قصيدة, فالموهبة لا ترتبِط بالتحصيل العلميِّ.

 

عزيزي ولي أمر الطالب لا تنزعج كثيرا إن لم يكن طفلك من أوائل المتفوقين فقد يهبه الله موهبة تجعله من المتميزين.