زوجات والحاجة النفسيّة للدّعم

Blog Image
  • Author

    إيمان شبيطة

    مدربة حياة معتمدة دولياً من الهيئة الدولية للتدريب ACC-ICF
  • Date

    02 June 2020

 

هي كلمات صغيرة ولكن تحمل كثير من المعاني الرافعة للهمم والمعنويات, كلمات مثل " يعطيك العافية"..."يسلمو إيديك"..."غلبناك"...هي كلمات لن تغير مانقوم به كل يوم كأمهات أو زوجات أو سيدات خلال نهارنا. لكن بطبيعة الإنسان وحاجته للتقدير والإحترام فنحن نحتاج لهذه الكلمات التي تشعرنا أن من حولنا يقدرون مانقوم به. الأم التي تبدأ يومها بالإهتمام بأطفالها وإتمام متطلبات بيتها وإعداد الوجبات التي يطلبها زوجها وأطفالها لإسعادهم, تقوم بذلك من باب الواجب الممزوج بحب العائلة, لكن رغم كل ذلك كلمة مثل " الأكل طيب, يسلمو الأيادي" أو " يعطيك العافية أكيد تعبتي اليوم" هي مانحتاجه في كثير من الأوقات للشعور برضا ملفوف بالتقدير والحب لإنجازاتها.

لكن عدم استعمال هذه الكلمات وتقدير العائلة لأعمال بعضها البعض, يدخل العائلة بدوامة من عدم الرضا والشعور بعدم الإحترام والإهمال. يحزنني أن أرى سيدة تفني نفسها من أجل إرضاء عائلتها وإكمال إحتياجاتهم اليومية وفي نهاية النهار لا تسمع كلمة شكر. وللأسف تقوم المرأ ة بنفس الخطأ!! الرجل الذي يقضي نهاره في العمل من أجل تأمين احتياجات منزلة, يحتاج لكلمات الدعم والتقدير من زوجته وأولاده. لكن كنوع من رد الصاع بصاعين, ستجد المرأة ترد بنفس الطريقة وتهمل إتمام تعبها من اجل عائلتها بإرضاء هذا الزوج بكلمات قد تشعره بالتقدير والإحترام بعد يوم طويل من الصراعات المكتبية أو المهنية وشعوره بعدم الرضا. وبذلك تقوم الأم والأب بنقل العدوى للأولاد وعدم شكرهم ودعمهم لمساهماتهم البسيطة في المنزل بالرد من الأم بكلمات مثل " شو عملت انت".." أنا طول اليوم بشتغل وماحد قال لي شي"..." إلي بعمرك بصرفوا على بيوت"... فبذلك للأسف نكون قد نقلنا عدوى عدم الإحترام والتقدير إلى جيل جديد من الشباب والشابات.

كلنا ندرك جيداً أنّ الاحترام حاجه نفسيه للإنسان (الطبيعي ) كحاجته للهواء والماء والطعام. لذلك جمّلوا أيامكم بكلمات الدعم لكل من حولكم, علموا أولادكم أهمية التقدير والإحترام عن طريق إحترامهم وتقدير إنجازاتهم مهما كبرت أو صغرت. اشباع الحاجات النفسية للإنسان هي ماتجعله قادر على إكمال حياته برضا وحب, وتجعله خارج دائرة أمراض العصر النفسية من إكتئاب وغيره, رطبوا أيامكم بذكر الله أولاً ونشر الحب لمن حولكم ثانياً.